“من طنجة إلى فارو مدن حدودية وإرث مشترك” مائدة مستديرة ومعرض صور فوتوغرافية

جريدة طنجة – عزيز كنوني ( “طنجة و فارو” ) 

فضلا عن دروس اللغة الإسبانية التي تلقى إقبالا كبيرا في صفوف الكبار والصغار بطنجة، يعمل معهد سيرفانتيس يطنجة على نشر الثقافة الاسبانية والمغربية ، اعتمادا على تعاون العديد من المؤسسات والمنظمات العمومية والخاصة في اسبانيا وفي العديد من دول العالم.والمعهد يعتبر فضاء للقاءات مختصين في شتى المجالات كما أن المعهد وفي مناسبات عديدة، يدعو كوكبات من الباحثين والمبدعين والكتاب للمشاركة في ندوات ونقاشات حول الثقافة واللسانيات والفنون والسينما والتاريخ وغيرها من المواضيع التي تدخل في اهتمامان المعهد…

وترتكز البرامج الثقافية للمعهد على انشطة متصلة بالفنون التشكيلية والمعمار والسينما والسمعي البصري والعلوم والتاريخ والأدب والفكر والمشاريع المتعددة المواضيع والموسيقي وفنون التعبير.
وفي هذا الإطار يندرج النشاط الثقافي الذي نظم، بتعاون مع سفارة المملكة الاسبانية بالمغرب ورابطة الفنانين والمؤدين، بقاعة العروض للمعهد معرض الصور الفوتوغرافية مساء الثلاثاء 19 شتنبر الجاري بموازاة مع مائدة مستديرة حول موضوع “من طنجة إلى فارو، مدن حدودية وإرث مشترك ” ويمثل المعرض والندوة العلمية التي شهدها رواق سيرفانتيس، موضوع قراءة عابرة للحدود ودراسة خصوصية العلاقات بين جنوب أوروبا ومنطقة الأندلس وشمال المغرب حول هذا المجال في إطار بحث تشرف عليه جامعة الغرب البرتغالية.

أما معرض الصور الفوتوغرافية، فيعتبر محاولة لعرض التاريخ المشترك بين جنوب أوروبا وغرب الأندلس وشمال المغرب على خلفية اتفاقية التوأمة التي تربط مدينتي طنجة المغربية وفارو البرتغالية منذ 1985، بهدف استكشاف العلاقات المجالية كإرث مشترك بين المدينتين..

مدير المعهد عبر خلال حفل الافتتاح، عن سعادته بالإشراف على أول نشاط ثقافي ينظم بالمعهد بعد تعيينه بطنجة وأبرز الانسجام الحاصل بين اسبانيا والبرتغال فيما يخض معالجة موضوع طنجة وفارو هذا الموضوع الذي تمت دراسته خلال المائدة المستديرة التي شارك فيه عالمة الأنتروبولوجيا ميرسيديس خيمينيس والأستاذة رجاء الخمسي والتي أدارها الأستاذ جوردي ماس.

وقد تمحور موضوع هذا اللقاء الثقافي الهام حول معرض الصور الذي أقامه بالمناسبة الأستاذ النفس الزكية ابن صبيح.
وخلال هذه المائدة المستديرة والنقاش الذي دار مع الجمهور برزت فضاءات عابرة للحدود، تجمع بين عوامل تجارية وثقافية، ناتجة عن تبادل المعرفة.

ولعل العمل على موضوع المدن الحدودية، انطلاقا من مدينتي طنجة المغربية وفارو البرتغالية، المرتبطتين، منذ 1985 باتفاقية توأمة عامة، سوف يفتح الطريق أمام مشروع واسع، حول العلاقات المشتركة بين مدن حدودية أخرى وحول إرثهما المشترك، ثقافيا واقتصاديا وإنسانيا، خاصة بين شمال المغرب وجنوب أوروبا، المرتبطين أيضا بعلاقات متينة عبر مئات السنين من التاريخ المشترك للمنطقتين، اللتين يحتضنان مدنا شكلت، عبر التاريخ قاعدة للتساكن والتعايش أو منطلقا لهجرات ساهمت في تعانق حضارات وتلاقح ثقافات مختلفة ومتنباينة، ولكنها تصب كلها في تطور المجتمع الإنساني ونمائه.

وسيكون للمعهد الثقافي الإسباني بطنجة قصب السبق غي تناول هذا الموضوع الهام الذي سوف يساعد على تحسيس النشء بالأهمية التي يكتسيها موضوع المدن الحدودية وموقعها البارز في تطوير العلاقات الدولية الإنسانية على اعتبار أن هده المدن تشكل مدخلا جغرافيا لتاريخ البلدان والشعوب ومدخلا ثقافيا يفتح في وجهها أبواب التعاون من أجل التقدم في أجواء الأمن والسلم التي ينشدها الجميع.
______

طنجة – فارو
توأمة عمرها 32 سنة

شهدت سنة 1985 توقيع أول اتفاقية توأمة بين مدينة مغربية ومدينة من دولة أجنبية. تعلق الأمر بطنجة، وبفارو البرتغالية، بسبب انفتاح النخبة في المدينتين على العالم، وتشبعهما بمبادئ التعاون الدولي، أفقيا وعموديا، من أجل تحقيق التنمية والتطور والسلم.

حفل التوقيع على اتفاقية التوأمة سواء بطنجة أو بفارو كان مناسبة لوفد البلدين، لتأكيد الروابط التاريخية التي تجمع المغرب بالبرتغال، كما تميز بإطلاق اسم فارو على ميرادور ساحة فرنسا حيث تم وضع نصب تذكاري للتوأمة، بينما أعطت بلدية فارو اسم طنجة لساحةى جديدة بهذه المدينة.

ولسنوات، بفضل الراحل فؤاد بنزكري، رئيس ديوان عدد من عمال طنجة، ظلت مدينة فارو بقؤقها الموسيقية والفوكلورية وكشفيتها ومنظماتها الشبابية حاضرة في مختلف التظاهرات الشعبية والثقافية التي كانت تنظم بطنجة، تأكيدا لروح التعاون والتعارف بين أهالي المدينتين إلى أن تغلبت عقلية الجهل والعقم الفكري والثقافي، على روح الانفتاح الإنساني، فتقرر، سرا، “نزع النصب التذكاري للتوأمة، من مكانه ليرمى به حيث لا يدرى أحد، ولم يتم تنصيبة للآتن في أي مكان من المدينة، في إخلال واضح بأصول التعامل الدبلوماسي بين المدن المتوأمة، المتحضرة..

فارو
مدينة فارو، عاصمة منطقة الغرب الإسلامي ALGARVE بالنسبة للأندلس، وهي المنطقة الأكثر استقطابا للسياحة بالبرتغال. ولا زالت تحتفظ بعدد هام من الآثار الإسلامية تعود إلى القرن الثالث عشر وتسجل للوجود الإسلامي بعدد من المناطق بالبرتغال، كما توجد بالمدينة أثار فينيقية ورومانية من القرن الثامن الميلادي حيث كانت تحمل اسم “أوسونوبا Ossonoba لا زالت تشهد على مكانة هذه المدينة بالنسبة للإمبراطورية والرومانية، نجا بعضها من الزلزال ألذي ضرب البرتغال ومناطق بالمغرب سنة لمغرب 1755.

وما بينم القرن الثالث قبل الميلاد والثامن بعده، خضعت المدينة لحكم الرومان وبيزنطة والفيزيغوط ومن هذه الحقب توجد كتابات منها مسيحية وعربية حيث إن العرب فتحوا هذه المدينة في العام 713 الميلادي حيث أحاطوا المدينة بقلعة جدد أسوارها الأمير ابن بكر في القرن التاسع . وخلال الحقية العربية اختفي الإسم القديم “أوسونوبا” وتحول الإسم في القرن التاسع إلى سانتا ماريا الغربSanta Maria do Ocidente التي أصبحت عاصمة لإمارة مستقلة. لتنتقل إلى حكم طائفة بني هارون وتحمل اسم “سانتل ماريا لبغرب” حيث أحسطت المدينة بأسوار واقية منيعة.وبعد استقلال البرتغال سنة 1143، استرجع ملوك البلد المدن المحتلة بالجنوب لتحمل اسم “سانتا ماريا فارون” وتتحول إلى مركز تجاري منتعش بفضل موقعها الجغرافي ومينائها الكبير حيث يتم تبادل العديد من السلع كالملح ووالمتوجات الفلاحية لتشهد المدينة ازدهارا واسعا في فترات “الاكتشافات البرتغالية” التي فتحت طريق العالم المعروف نحو عالم جديد.

ولا زالت المدينة القديمة محاطة بصور من العهد الروماني كما أن المدينة لا تزال تحتفظ بكاتدرائيتها المشيدة في القرن الثالث عشر .وتحتضن فارو محمية طبيعية من 17 ألف هكتار “ريا فورموزا” تستقبل مئات الطيور خلال مواسم الهجرة في فصلي الربيع والخريف. ولمدينة فارو شاطئ سياحي وترفيهي غاية في التجهيز، يوجد على بعد سبعة كيلوميترات من مركز المدينة ويمكن الوصول إليه عبر قنطرة شيدت لهذه الغاية. .

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر