الطريق إلى 25 يناير
جريدة طنجة – الجزيرة ( ثورة 25 يناير )
ممارسات الشرطة القمعية في مصر بقيادة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي واستمرار العمل بقانون الطوارئ كانا من أهم عوامل الثورة على نظام الرئيس حسني مبارك.وقد تجلى هذا القمع في مقتل الشاب سيد بلال وخالد سعيد على يد شرطة الاسكندرية.
كانت مواقع التواصل الاجتماعي هي ساحة الثورة الأولى، ففيها تم التجهيز للنزول، وحدد موعده الذي تقرر أن يكون في يوم احتفال الشرطة المصرية بعيدها السنوي
تجاوزات الشرطة
اختيار عيد الشرطة كان مقصودا به التعبير عن الغضب الكبير من الممارسات الأمنية القمعية المتمثلة في اعتقال كل من يرفع صوته والتنكيل به.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المعتقلين بلغ 18 ألفا، فيما أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، قالت فيه إن 32 ألفا من المنتمين لها كانوا معتقلين في عهد مبارك.
ممارسات الشرطة القمعية بقيادة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي واستمرار العمل بقانون الطوارئ كانا من أهم عوامل الثورة. وقد تجلى هذا القمع في حادث مقتل الشاب سيد بلال، في يناير/كانون الثاني 2010، على يد رجال الشرطة بالإسكندرية، شمال مصر.
وأدى مقتل الشاب خالد سعيد على يد أفراد الشرطة بقسم سيدي جابر بالمدينة نفسها، في يونيو/حزيران 2010، لخروج مسيرات غاضبة، ودشن إثره الناشط وائل غنيم صفحة “كلنا خالد سعيد” على موقع فيسبوك، وهي الصفحة التي كان لها الدور الأكبر في الحشد لـ25 يناير.
فقر وبطالة
هذا الشعور بالخوف وامتلاء المعتقلات والتجاوزات الصارخة لأجهزة الأمن، صاحبها انخفاض غير مسبوق في الخدمات الصحية والتعليمية، وارتفاع لمعدلات الفقر، حيث وصلت نسبة الفقر أكثر من 40% من المصريين، وفق الإحصاءات الحكومية عام 2010، فيما أكدت إحصاءات غير رسمية أنها وصلت إلى 60%، رغم ارتفاع معدلات النمو التي وصلت إلى 7% في العام نفسه.
في العام 2008 عدل قانون “منع الاحتكار” على نحو زاد من ضعفه، فقد أفضى هذا التعديل إلى زيادات كبيرة في بعض السلع الهامة للمصريين، خاصة الإسمنت وحديد التسليح، الذي احتكره أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل أحمد عز، حيث ارتفع سعر طن الإسمنت من250 جنيها إلى 550 جنيها، فيما ارتفع سعر طن الحديد من 2200 جنيه إلى أكثر من 9000 جنيه، عام 2010.
بعد تعديل الدستور عام 2007 تحولت مصر إلى نظام السوق الحر، وارتفع معدل البطالة بصورة هائلة، خاصة بين خريجي النظام التعليمي العالي، خاصة أن الحكومة المصرية بدأت تطبق برنامج “الإصلاح” الاقتصادي بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وتزامن ذلك مع البدء في بيع القطاع العام للقطاع الخاص المحلي والأجنبي “الخصخصة”، وإحالة جانب كبير من العاملين فيه إلى المعاش المبكر وهم في سن العمل، مما حوَّلهم إلى عاطلين، فتزايدت معدلات البطالة، التي وصلت إلى 13% عام 2010، وفق تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. كما حققت مصر، في العام نفسه واحدا من أسوأ معدلات التضخم في العالم (12%).
كان المصريون يموتون في طوابير الخبز وطوابير البوتاجاز، وكانوا يعانون مشاكل مرورية خانقة، إضافة لتردي البنى التحتية للدولة، والذي تجلى في غرق كثير من المناطق في مياه الصرف الصحي.
أمراض وتزوير
واحتلت مصر في عهد مبارك مَكانة مُتقدّمة في الدُول المُصابة بالسَرطان وفيروس سي، ووفق اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، شغلت مصر المركز الأول عالميا في الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي “سي”، حيث بلغت الإصابة بالفيروس 41% من المصريين.
وجاءت انتخابات مجلس الشعب عام 2010 لتضع مبارك ونظامه في مرمى انتقادات غالبية المصريين، حيث شهدت هذه الانتخابات، التي يعدها مراقبون سببا رئيسيا في سقوط مبارك، تزويرا فجا، بعد أن ألغي الإشراف القضائي الكامل عليها، ورفضت مصر الإشراف الدولي عليها، وقد حصد الحزب الوطني 420 من أصل 518 مقعدا، أي 90% من المقاعد.
وكانت هذه الانتخابات خطوة رئيسية من خطوات توريث مبارك الحكم لابنه، التي بدأت بتعديل الدستور عام 2007 على نحو يجعل مرشح الحزب الوطني، الذي كان جمال يشغل منصب أمين لجنة السياسات به، هو الوحيد المؤهل لخوض الانتخابات تقريبا.