ما يهم بعد 07 أكتوبر هو أن يربح الوطن
جريدة طنجة – محمد العمراني ( “ماينبغي بعد 07 أكتوبر” )
و بغض النظر عن الحــزب الفائز في ثاني اقتــراع برلماني بعد دستور 2011، سواء كــان حزب العدالة والتنمية أو الأصالة والمعاصرة، فإن ما يهم المغاربة هو أن يكون الوطن الفائز الحقيقي…
التقاطب الحاد الذي عَرفته الحملة الانتخابية بين المصباح والجرار دفع المغاربة إلى الإحساس بالخوف على مستقبل بلدهم..
فأسلوب التَّهديد الذي لَجَــأ إليه بنكيـــران، والذي وصل حد التلـويـح بـالعـــودة للشارع لحسم الصراع على قيادة الحكومة، إن لم تفــــرز صناديق الاقتراع اكتساحا لحزبه، لا يبشر بالخير..
العدالة والتنمية اعتبر أن معركة 07 أكتوبر محسومة لصالحه، وأن أي نتيجة غير إعلانه فائزا فيها فمعناه أن الانتخابات تـمّ تزوريهــــا، وأنه تم السطو على إرادة الشعب…
خطاب الغريمين السياسيين بوعي منهما أو بدونه قسم المغاربة إلى معسكرين:
الأول مع إعلاء راية الإسلام والدفاع عنه..
مع المعقول..
مع النزاهة..
ضد الفساد والاستبداد..
مع مصالح المحرومين والفئات المستضعفة..
وهو المعسكر الذي يجسده حزب العدالة والتنمية دون منازع…
المعسكر الثاني هو أصل الشرور كلها:
هو الذي جاء ليحارب إذاعة مؤسسة محمد السادس للقرآن الكريم..
هو الذي جاء لترسيم حقوق الشواذ..
هو الذي جاء ليُحـارب الإســـلام..
هو الذي يختزل الفساد والاستبداد…
وهذا المعسكر في نظر المصباح يمثله حزب البـــام..
بالمقابل فإن خطابا مناقضا للأول، لم يتردد في تسويق اتهامات لا تقل خطورة عن سابقاتها..
فالعدالة في نظره حزب يمثل خطرا على استقرار البلد..
حزب له ارتباطات خارجية مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين..
حزب له أجندة لا تستحضر مصلحة الوطن بقدر ما تخدم مصلحة الحزب والجماعة..
حزب يقود المغرب إلى الإفلاس..
لا يخفى على أي متتبع عاقل لهذا المنسوب الخطير من التهم المتبادلة أن الاحتقان وصل مداه، وأن الأمور تتجه إلى الإنزلاق نحو مستنقع قد يعصف بالعيش المشترك، الذي ارتضاه المغاربة لأنفسهم تحت سماء هذا الوطن..
الآن وبعد أن قالت الصناديق كلمتها، هل يستعيد الحزبان هدوءهما، وينتصران على مصالحهما الضيقة لفائدة المصلحة العليا للوطن؟…
أم سيستسلمان لنزوعاتهما نحو السيطرة والتحكم؟..
لم يعد خافيا أن المغرب تتهدده الكثير من التحديات، منها ما هو مرتبط بالخطر الإرهابي، ومنها ما هو مرتبط بقضية وحدته الترابية، وأخطرها تلك المرتبطة بالاستراتجية التي يتم التحضير لها من طرف المتحكمين في القرار العالمي بشأن مستقبل المنطقة، والقائمة على تقسيم البلدان العربية ليسهل السطو على مقدراتها الاقتصادية، وإضعاف جبهة مقاومة مخططات اللوبيات المتحكمة في القرار السياسي العالمي..
كل هاته التحديات تفرض على القوى السياسية المتناحرة على استلام مقاليد الحكومة مراعاة مصلحة الوطن، فالمرحلة تتطلب عدم المغامرة بمستقبل البلد من أجل خدمة مصالح حزبية ضيقة..
وأي مواقف تخدم ذلك فإنها بالتأكيد ترقى إلى تهمة التآمر على المصالح العليا للوطن…
فهل يرتقي الحزبان إلى جعل موقعة 07 أكتوبر فرصة لإعلان انتصار الوطن؟! .