حركات: فوز كلينتون لن يُغيّر واقع علاقات المغرب والولايات المتحدة

جريدة طنجة – محمد الراجي ( الانتخابات الرئاسية الامريكية ) 

بيْنما ينتظرُ العالمُ لمن ستؤول قيادةُ الولايات المتحدة الأمريكية، بعْد أن تضع الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، أظهرَ استطلاع للرأي أنَّ 78 في المائة من المغاربة يفضّلون كلينتون على ترامب.

الاستطلاع، الذي أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في عدد من البلدان العربية، كشفَ أنّ 78 في المائة من المغاربة يفضّلون المرشحة الديمقراطية رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية على منافسها الجمهوري، وعبّر 73 في المائة منهم أنَّ لهم موقفا إيجابيا من وزيرة الخارجية السابقة.

وفيما تسير هيلاري كلينتون نحوَ خلافة باراك أوباما، حسب استطلاعات الرأي، يُطرحُ سؤالُ “المكاسب” التي سيُحقّقها المغرب، في حالِ فوز الحزب الديمقراطي، خاصّة في ما يتعلّق بموقف الإدارة الأمريكية من قضيّةِ الوحدة الترابية للمغرب.

يقول محمد حركات، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس والمتخصص في الشؤون الأمريكية، إنَّ مواقفَ الإدارة الأمريكية إزاءَ القضايا الخارجية الكبرى تحْكُمها ثوابت هيَ التي تُؤطّر دبلوماسية “بلاد العام سام”، وتتأرجحُ بينَ “النعومة والصلابة”.

وأوضح حركات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنَّ ما يُطبّقه الرئيس الأمريكي، سواء كان من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، إزاء القضايا الخارجية، هو توجّه ثابت.

وفي هذا السياق، أشار إلى موقف الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما من القضية الفلسطينية، والذي لمْ يتغيّر كثيرا عن موقفها في عهد الجمهوريين.

وإذا كانتْ علاقة هيلاري كلينتون بالمغرب “جيّدة”، فإنَّ الباحث المتخصص في الشؤون الأمريكية لا يتوقّع أنْ تكون علاقة المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية أفضلَ مما كانت عليها سابقا، في حال وصول كلينتون إلى الحُكم، قائلا: “علاقة الولايات المتحدة مع شركائها تتّسم دائما بنوع من الريبة وعدم الوضوح، لأنّ هذه العلاقة قائمة على مصالح الأمريكيين”.

وكانت العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية قدْ طبعها “سوء فهم” قبل أشهر، حينَ أصدرتْ وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا انتقدتْ فيه وضعية حقوق الإنسان في المغرب} وهو ما دفع وزارة الداخلية المغربي إلى الردِّ بقوّة الإدارة الأمريكية، متهمة إياها بـ”الافتراء واختلاق وقائع وفبركة حالات والكذب الموصوف”.

ويرى محمد حركات أنَّ أهمَّ سلاح يُمكن أن يستعمله المغرب للدفاع عن قضاياه هو “إصلاح البيت الداخلي”؛ وذلك بتعزيز الديمقراطية من خلال تقوية قدرات مؤسسات الدولة، وعلى رأسها البرلمان والحكومة، بما يُفضي إلى مدّ جسور الثقة بين هذه المؤسسات والمواطنين، “وحينذاك لن يؤثّر أيّ رئيس أمريكي، مهما كان، على مصالح المغرب”، يقول المتحدث.

حركات اعتبر أنَّ دوْرَ المؤسسات المنتخبة في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمغرب ضعيف جدا، لافتا إلى أنَّ الملك، وإنْ كان يضطلع بالسياسة الخارجية، إلا أنَّ ذلك لا يمنع من أنْ تنهض باقي المؤسسات بدورها.

وفي هذا الإطار، أشار إلى أنَّ تعيين الملك لوزير متحزب على رأس الخارجية في الحكومة المنتهية ولايتها “دليل على أنَّ القصر يولي أهمية كبرى لإشراك الأحزاب السياسية في الدفاع عن المصالح الكبرى للمغرب في علاقته بالخارج”… 

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر