ماذا لو “دخلتَ سوق راسك” ؟ !!!
جريدة طنجة – عزيــز كنونـي ( زلات بنيكران! )
أكثر من مرَّة، يُعطينا الدليل تلو الدليل على أنه لا يفرق بسهولة بين وضعه كمسؤول بمرتبة متقدمة في بروتوكول الدولة، وبين وضعه كزعيم حزب سياسي يوجد على رأس الهرم الحزبي المتدهور، أصلا، بالمغرب.
ولا شك أن شَطَحَـاتهِ الكلامية و”دعـابـاتـهِ” السَّخيفة، ومُواقفهِ التِلقــائية، وتصريحــاته المُتَسّرعــة، وردوده المستفزة على استفسارات نواب الأمة، تجر عليه في كل مرة انتقادات حادة، سواء من طرف السياسيين أو من جانب الصحافة التي انتهت إلى تصنيفيه في خانة “الشعبويين المهرجين”.
و بـالـرَّغـمِ من كل ذلك، فإنه، بعد كل سخف ونوك ورعونة ، يلح على أن يواصل،.. ويصرّ ويوقع !….
افهمتيني ولا، لا !!!….
إلاَّ أنّــه ليس في كل مرة تسلم الجرة !
خاصة حين يتعلق الأمر بإشارات “غير موفقة” لدول أجنبية تربطها بالمغرب علاقات جيدة، من مصلحة المغرب صيانتها وتعزيزها لينتفع بها في ما يخدم مصالحه الوطنية الكبرى.
فبعد الإشارة إلى دولة كولمبيا في رد بالبرلمان حيث نعتها ب “دولة عصابات” ما كاد أن يتسبب في أزمة دبلوماسية بين المغرب وكولمبيا، “غامر” بالتهكم على الصين في رد آخر عن سؤال بالبرلمان، بخصوص الوضع الصحي بالمغرب، ما تطلب سلسلة من الإجراءات “الدبلوماسية ” لمنع تدهور علاقات المغرب مع هذا البلد الصديق والحليف.
وكما لو أن كل تلك الهتائك لم تشف غليله، فقد خاطر بافتعال أزمة مع دولة روسيا الاتحادية، في وقت كان المغرب يسعى فيه إلى الانخراط في شراكة استراتيجية مع هذا البلد العظيم، سياسيا واقتصاديا، والاطمئنان إلى استمرار موقف روسيا المدعم لموقف المغرب الرافض لأي خروج عن المعايير المحددة في قرارات مجلس الأمن التي ساندت موقف المغرب بخصوص الصحراء المغربية.
ومعلوم أن الخارجية المغربية تدخلت بقوة لإصلاح “الجرة” والتأكيد على أن الأمر يتعلق بتصريحات شخصية و “مرتجلة” لــ “مسؤول حكومي” وأن المغرب ملتزم بالحفاظ على العلاقات القوية مع روسيا الاتحادية ، وبالشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين.
وها هو نفس “المسؤول الحكومي” يجازف بإقحام الجولة الملكية بإفريقيا في الوضع السياسي الداخلي الذي عجز عن معالجته بترو وحكمة وذكاء، ويصرح بما يفهم منه أنه ” في الوقت الذي يفرج فيه الملك على كربات بعض الشعوب الإفريقية، نهين نحن الشعب المغربي ولا نحترم إرادته.
هذه التصريحات نقلتها وسائل الإعلام المتقدمة إلى أركان العالم الأربعة، ووظفها خصوم المغرب المعلومين في دعاياتهم المغرضة المناهضة لقضيتنا الوطنية الأولى، ولانضمام المغرب للاتحاد الإفريقي، وللسياسة الملكية الإفريقية الرشيدة.
رد المسؤول الحكومي المعلوم عن الكتابات الصحافية حول تصريحاته الأخيرة التي ربط فيها بين الجولة الملكية ببعض البلدان الافريقية وبين الوضع السياسي الحالي بالمغرب، كان ، كالعادة” “ساقطا” سقطة لسانه وزلاته، حيث اعتبر أن هناك “رداءة فظيعة في الصحافة” ولربما كان يقصد تلك التي لا تسبح بحمده، ولا تمجد أفعاله و”ترفع” سقطاته، ولا تصفق له بكلتا اليدين ، ختلا، ومخادعة ونفاقا.
أتريد حقا أن تعرف أين يوجد مكمن الرداءة، يا سيد ؟ أنظر حولك !
ثم ماذا لو انشغلت بما يعنيك، وحفظت لسانك، وأنت تعلم ــ لا شك ــ أن “المرء بأصغريه : قلبه ولسانه” وأن اللسان هو “مورد المرء موارد الهلاك”
ماذا لو “سجنت” لسانك ..ودخلتَ سوق راسك” !!! ……