هل أتاكم حديث حكومة ، الإصلاح مع وقف التنفيذ ؟؟
جريدة طنجة – ادريس كردود ( حكومة بن كيران )
في الأيّــام القليلة الماضية انتهت خرافة عبد الإله بن كيران الذي تولى رئاسة حكومة جَثَمَت على صدور المغاربة خمسة أعوام وبضعة أشهر!! عبد الإله بن كيران الذي شغل الرأي العام بحركاته وسكناته وبتخريجاته وتصريحاته المثيرة أقام الدنيا ولم يقعدها هو اليوم قاب قوسين أو أدنى من الرحيل!! من منا لايتذكر شعار «صوتك فرصتك لمحاربة الفساد والاستبداد» الذي تم توظيفه بذكاء انتخابي في خضم احتجاجات الربيع العربي التي اجتاحت البلدان العربية، وكان المغرب من بينها مسرحا لمسيرات وتظاهرات احتجاجية لم يسلم منها هو الآخر، هي أحداث ومتغيرات جاءت في سياق المناخ العام الذي أجج الغضب الجماهيري الواسع من المحيط إلى الخليج !! في ظل هذه التغيرات وبواسطتها تمكن الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» من اكتساح الساحة الانتخابية الذي فتح لعبد الإله بن كيران بصفته أمينا عاما للحزب أبواب رئاسة الحكومة..
هكذا وبعد مُـرور خمس سنوات من الحكم من حقنا أن نتساءل: لماذا لم تؤت الشعارات المرفوعة في الحملات الانتخابية أكلها ولم تحقق شيئا مما كان منتظرا؟ وحتى نكون أكثر عدلا وإنصافا نذكركم، ولعل الذكرى توقظ في دواخلنا الإحساس بضياع جزء من وقتنا نحن المغاربة الأمر الذي يدعو إلى التساؤل : هل استجابت الحكومة للاختيارات الشعبية؟ ماهي برامجها واستراتيجيتها وتصوراتها وانعكاساتها بشكل إيجابي على الوضع الاجتماعي العام للمواطنين؟ وهاكم النتائج :
– في عهدِ حُكـومـة بن كيران ارتفع مؤشر الزيادات في أثمان ومواد استهلاكية ونفطية أرهقت كاهل المواطن المغربي..!!
– في عهد حكومة بن كيران ارتفع مؤشر البطالة في صفوف المواطنين من الذين يبحثون عن الشغل آناء الليل وأطراف النهار ولايجدونه! وبطالة الخريجين المستفحلة خير دليل على فشل سياسة الحكومة!! فيما فشلت الإجراءات المتعلقة بوقف نزيف البطالة ومحاربة الرشوة، وتراجعت الأرقام بخصوص النمو الاقتصادي، ومن أراد أن يطلع على الواقع فلدى المندوبية السامية للتخطيط الخبر اليقين..!!
– في عهد حكومة بن كيران تعثر الحوار الاجتماعي، وتعطلت لغة الكلام بين رئيس الحكومة والمركزيات النقابية..!!
– في عهد حكومة بن كيران وقف حمار الشيخ في العقبة بعد فشل عملية إصلاح ملفات هامة كالتربية، والتعليم، والسكن، والتشغيل، ومنظومة العدالة، ونظام المقاصة، ونظام التقاعد الذي تم إخراجه بطريقة تعسفية دون الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات وتوصيات ومقترحات المركزيات النقابية..!!
– في عهد حكومة بن كيران تزايد العنف ضد النساء وارتفع مؤشر الانحراف والجريمة بكل أنواعها، وأدى الفشل الحكومي إلى اتساع رقعة أطفال الشوارع، والمتخلى عنهم والمنحرفين سلوكيا واجتماعيا، وفئات أخرى يصعب علينا تصنيفها توجد ضمن خانة «الوضعيات الصعبة»، ناهيك عن جيوش من المتسولين المصطفين في طوابير مثيرة ومزعجة،،!!
– في عهد حكومة بن كيران طفت إلى السطح فضائح بعض الوزراء من المحسوبين على الحزب الحركي، بدءا بفضيحة «الشكلاط» مع الوزير عبد العظيم الكروج، ومرورا بفضيحة البرك المائية، وما يليها من «شوهة عالمية» بمركب الأمير مولاي عبد الله الذي احتضن أطوار منافسات «الموندياليتو» وكان بطلها محمد أوزين الذي أعفي بقرار ملكي وتعليق أنشطته إلى غاية رحيله غير المأسوف عنه!! وانتهاء بفضيحة أطنان النفايات القادمة من إيطاليا -ماتزال تفاعلاتها قائمة إلى الآن-!! بعد أن تم تغييب الحقيقة من طرف الوزيرة المكلفة بالبيئة «حكيمة الحيطي»، دون إغفال الثنائي من حزب العدالة والتنمية (الوزير الشوباني والوزيرة خلدون) بشأن قضية «الحب أمايدير»..!!؟
– في عهد حكومة بن كيران وقع التطبيع مع الفساد، وناهبي المال العام، ورفع عبد الإله بن كيران شعار «عفا الله عما سلف» المتعلق بالأشخاص الذين هرّبوا أموالا طائلة إلى الخارج بطرق غير مشروعة!! كل هذا يجعلنا نتساءل عن مدى جدية ومصداقية الحكومة المغربية، التي لم تذهب بعيدا فيما كان منتظرا من إصلاحات جوهرية!!
الخلاصة فشل الإجراءات الحكومية المتعلقة بمحاربة الفساد!! لاشيء يستحق الذكر سوى الخطابات الشعبوية التي تُدغدغ عواطف فئة واسعة من بعض المواطنين المُغفّلين السذج!! حينما نذكرهم بما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وبتردي أحوال الشعب المعيشية يزمجــــرون، ينتفضون ويصرخون، ثم يجيبونك بأن الرجل لايعرف إلى الأخطاء سَبيلا، وكل أعماله وحركاته وسكناته هي عين الصواب، بل هي بركة من البركات المنزلة على هذا الشعب كما لو أنه -أي بن كيران- يتمتع بعصمة الحبر الأعظم المنزه عن الأخطاء!! لكل هؤلاء السذج الذين يطبلون ويزمرون ويضعون الرجل فوق روؤسهم أقول، كان الله في عونكم، فالسي بن كيران سيتقاضى في القادم من الأيام طوال حياته راتبا لايقل عن خمسين (50) ألف درهم في الشهر، فيما لاتملكون أنتم أيها المغفلون عشاء الليلة، أنتم الذين تقدسون أشخاصا أثبتت النتائج بالعين المجردة فشلهم على أرض الواقع، استنطقوا أحوالكم المعيشية خلال الخمس سنوات الماضية واستفسروها تبدو لكم الصورة أكثر وضوحا إن لم تكن في درجة متقدمة من التدهور والإحباط!!
وفي انتظار أن تتشكل حكومة الرجل الهادئ جدا سعد الدين العثماني والمحسومة سلفا بفعل الزمن الذي ضيع منه عبد الإله بن كيران خمسة أشهر بسبب مفاوضات مزاجية لم تسفر عن أية نتيجة!! في انتظار أن تتشَكّـل الحكـــومة التي يستعجل أمناء الأحزاب السياسية المتفاوضة دخولها في المقدمة منشرحين، آمنين، مطمئنين، محلقين روؤسهم!! حينها سيرحل عبد الإله بن كيران الذي قاد حكومة فُسيفسائية تتحمّل نَصيبــًا من المسوؤلية التاريخية هي الأخرى لمُدّة خمس سنوات لم تتَجـــاوز، مع الأسف، مرحلة الخروج من نفق الشعارات والمصطلحات والكلام الشعبوي، تخللته جمل وعبارات لاتوجد سوى في كتاب «كليلة ودمنة» وفي هذا الكتاب حكـايـــات يطــول شَرحها…