“بُـــؤْس المَاضويّة”
جريدة طنجة – محمد العطلاتي ( “الماضوية” )
ورد في “لسان العرب” أن “ماضوي” اسمٌ منسوبٌ إلى ماضٍ على غير قياس، و معناه أنه حينما يُقال عن رجل إنه ماضَوي فهو ميّالٌ إلى تمجيد الماضي و الاهتمام به بشكل مبالغ فيه.
لقد كانت الطبيعة “الماضوية”، على الدوام، شعارا مركزيا للمجتمعات العربية و من تأثر بها، بسبب الاحتكاك و الاتصال، من الأمم المتخلفة، و هكذا تشكَّلت بداخل هذه المجتمعات نزعة ميّالة إلى الماضي و تربَّت الأجيال المتلاحقة على اعتبار الماضي ذلك الفردوس المفقود الذي يجب العمل على استعادة أطواره بأي سعر أو ثمن.!
إن الحنين إلى الماضي طبيعة متأصلة في الإنسان و ملازمة للبشر، فالإنسان دائم تمجيد وقائع الماضي رغم أنها ليست، بالضرورة، وقائع إيجابية من منظور العلم و المنطق، بل إنها قد تكون سيئة بهذا المنطق، لكن ذلك لا يمنع الإنسان من تصويرها في مخيلته الجمعية كأحداث نورانية لا تحمل في باطنها أي سوء أو إساءة.
عبر هذا المنطق المنحرف، جرت “مأسسة” النزعة الماضوية و صارت بذلك أسلوبا معتمدا لدى الجميع، أفراداً و مؤسساتٍ، و هكذا نَدُرَ أن تصادف أحَدَهُم و يبدأ الحديث دون أن يشرع في تعداد مزايا الماضي و “فضائله”، و الطَّعنِ في الحاضر و “مساوئه”، حتى إن الدولة ذاتها، التي حباها القانون شخصية معنوية، عبر مُمثليها، لا تتورَّعُ أبَداً عن الانخراط في مسلسل تمجيد الماضي و تصويره جنَّةً للعالمين.
حينما تتحول الماضوية، بالتعريف الذي قدمه “لسان العرب”، إلى ثقافة سائدة لدى العوام و النخب، فإن الأمر يتحول حينئذ داءاً عُضالا يستوجب تدخلا علاجيا مستعجلا، فإذا كانت النخب المثقفة، بما تحمله من شعارات “تقدمية”، لازالت رهينة الماضي و أساطيره، فكيف تعيب هذه “النخب” الجوفاء على التيارات الدينية ارتباطها العضوي بالماضي و عمل هذه التيارات وفق قاعدة الرجوع إلى الماضي و إعادة إحيائه على أساس شعار مركزي هو العودة إلى الإسلام في عصر النبوة ؟
إن مُشكلة التخلف الفكري، الاقتصادي، الاجتماعي و العلمي، التي تعانيها المجتمعات العربية يجب النظر في أساليب و مناهج مُعالجتها انطلاقا من إحداث قطيعة “ابستيملوجية” حقيقية مع الأساطير المؤسسة لثقافة الماضوية، و في طليعتها الكف عن النظر إلى الماضي، أيِّ ماضٍ، و كأنه المخلص من “شرور” الحاضر، و هذا فعلٌ باستطاعته خلقَ وعيٍ جديد يساهم في إحساس الإنسان بوجود مشكلة حقيقية عنوانها الاهتمام الباطل بالماضي.
إن الوسائل الأساسية لإحداث القطيعة مع هذا الماضي الشبقي، كما هو واضح من تجارب الأمم المتحضرة، هي العمل على تنمية المهارات العقلية و العلمية ،كالتفسير والتحليل، و ذلك لا يحصل صدفةً، بل باعتماد مناهج تعليمية كفيلة بتحقيق و تنمية وعى الأفراد تجاه المستقبل، فتنمية الوعى بأهمية المستقبل، يجب أن يُدرج كهدف من أهداف السياسة التعليمية في مختلف أطوارها.
مما يُنسَب لأحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية قوله بأن ” كل من يتساءل منا كيف سيكون هذا القرن عليه أن يجد الجواب على سؤاله في الفصول الدراسية الأمريكية” .
المناهج الدراسية في بلاد “العم سام” تهتم بزيادة الوعي بأهمية التفكير في المستقبل ورفع مستوى الوعي المستقبلي لدى المتعلمين، أما الدول المتخلفة، وفي طليعتها الدول العربية، فهي تعمل على تكريس مناهج ماضوية ليس من شأنها إلا إنتاج مجتمعٍ موغل في “بؤس الماضوية”.ورد في “لسان العرب” أن “ماضوي” اسمٌ منسوبٌ إلى ماضٍ على غير قياس، و معناه أنه حينما يُقال عن رجل إنه ماضَوي فهو ميّالٌ إلى تمجيد الماضي و الاهتمام به بشكل مبالغ فيه.
لقد كانت الطبيعة “الماضوية”، على الدوام، شعارا مركزيا للمجتمعات العربية و من تأثر بها، بسبب الاحتكاك و الاتصال، من الأمم المتخلفة، و هكذا تشكَّلت بداخل هذه المجتمعات نزعة ميّالة إلى الماضي و تربَّت الأجيال المتلاحقة على اعتبار الماضي ذلك الفردوس المفقود الذي يجب العمل على استعادة أطواره بأي سعر أو ثمن.!
إن الحنين إلى الماضي طبيعة متأصلة في الإنسان و ملازمة للبشر، فالإنسان دائم تمجيد وقائع الماضي رغم أنها ليست، بالضرورة، وقائع إيجابية من منظور العلم و المنطق، بل إنها قد تكون سيئة بهذا المنطق، لكن ذلك لا يمنع الإنسان من تصويرها في مخيلته الجمعية كأحداث نورانية لا تحمل في باطنها أي سوء أو إساءة.
عبر هذا المنطق المنحرف، جرت “مأسسة” النزعة الماضوية و صارت بذلك أسلوبا معتمدا لدى الجميع، أفراداً و مؤسساتٍ، و هكذا نَدُرَ أن تصادف أحَدَهُم و يبدأ الحديث دون أن يشرع في تعداد مزايا الماضي و “فضائله”، و الطَّعنِ في الحاضر و “مساوئه”، حتى إن الدولة ذاتها، التي حباها القانون شخصية معنوية، عبر مُمثليها، لا تتورَّعُ أبَداً عن الانخراط في مسلسل تمجيد الماضي و تصويره جنَّةً للعالمين.
حينما تتحول الماضوية، بالتعريف الذي قدمه “لسان العرب”، إلى ثقافة سائدة لدى العوام و النخب، فإن الأمر يتحول حينئذ داءاً عُضالا يستوجب تدخلا علاجيا مستعجلا، فإذا كانت النخب المثقفة، بما تحمله من شعارات “تقدمية”، لازالت رهينة الماضي و أساطيره، فكيف تعيب هذه “النخب” الجوفاء على التيارات الدينية ارتباطها العضوي بالماضي و عمل هذه التيارات وفق قاعدة الرجوع إلى الماضي و إعادة إحيائه على أساس شعار مركزي هو العودة إلى الإسلام في عصر النبوة ؟
إن مُشكلة التخلف الفكري، الاقتصادي، الاجتماعي و العلمي، التي تعانيها المجتمعات العربية يجب النظر في أساليب و مناهج مُعالجتها انطلاقا من إحداث قطيعة “ابستيملوجية” حقيقية مع الأساطير المؤسسة لثقافة الماضوية، و في طليعتها الكف عن النظر إلى الماضي، أيِّ ماضٍ، و كأنه المخلص من “شرور” الحاضر، و هذا فعلٌ باستطاعته خلقَ وعيٍ جديد يساهم في إحساس الإنسان بوجود مشكلة حقيقية عنوانها الاهتمام الباطل بالماضي.
إن الوسائل الأساسية لإحداث القطيعة مع هذا الماضي الشبقي، كما هو واضح من تجارب الأمم المتحضرة، هي العمل على تنمية المهارات العقلية و العلمية ،كالتفسير والتحليل، و ذلك لا يحصل صدفةً، بل باعتماد مناهج تعليمية كفيلة بتحقيق و تنمية وعى الأفراد تجاه المستقبل، فتنمية الوعى بأهمية المستقبل، يجب أن يُدرج كهدف من أهداف السياسة التعليمية في مختلف أطوارها.
مما يُنسَب لأحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية قوله بأن ” كل من يتساءل منا كيف سيكون هذا القرن عليه أن يجد الجواب على سؤاله في الفصول الدراسية الأمريكية” .
المناهج الدراسية في بلاد “العم سام” تهتم بزيادة الوعي بأهمية التفكير في المستقبل ورفع مستوى الوعي المستقبلي لدى المتعلمين، أما الدول المتخلفة، وفي طليعتها الدول العربية، فهي تعمل على تكريس مناهج ماضوية ليس من شأنها إلا إنتاج مجتمعٍ موغل في “بؤس الماضوية”…