‫سياسة من أجل تصفية الأجواء‬

‫ ‬ جريدة طنجة – عزيز كنوني ( “الأزمة” ) 

•نشرت جريدة “هيسبريس” يوم الثلاثاء الماضي رأيا في الأزمة التي يشهدها المغرب، نسبته إلى رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلياس العماري، الذي غادر مؤخرا قطار الحزبية، بالشكل الذي رآه مناسبا، لدوره السياسي في مغرب “المتناقضات” التي يصعب وضعها في خانة محددة، إذ يبدو أن هذه المتناقضات نتاج خليط من الأوضاع يتصل بعضها بطبيعة النظام، وبعضها بطريقة تدبير الشأن العام، وبعضها الآخر بغياب تصور واضح للمجتمع الذي تريده الدولة ويدعو له مختلف الفاعلين السياسيين، بعيدا عن الشعارات التي لم تعد تقنع أحدا‬

العماري يري أن المغرب يشهد تحولات تشتشف من الشعور العام على مختلف المستويات وإن لم تكن بارزة بشكل واضح، ولكن هذا الوضع شكلته عوامل اقتصادية واجتماعية وحقوقية وسياسية وثقافية.

هذا الوضع ناجم عن أزمة الاقتصاد الوطني بفعل ارتفاع المديونية وتراجع الاستثمارات الداخلية والخارجية وهشاشة القطاع الفلاحي المرتبط، إلى اليوم، بالتقلبات المناخية، فضلا عن الاتساع الفادح للقطاعات الاقتصدية الغير مهيكلة.، وتفشي البطالة خاصة في مجتمع الأنوار، مجتمع الشباب العالم إلى ما تشهده الطبقة المتوسطة من تراجع مخيف لأنه يهدد التوازن المجتمعي والاستقرار الذي ينشده الجميع.

وعلى المستوى السياسي يرى العماري أن الأحزاب السياسية تحولت من فاعلين سياسيين إلى كائنات تتصارع على احتلال المواقع والمناصب، الأمر الذي ساهم في فتور جو الثقة داخل الأحزاب وبينها وبين الشعب والدولة. ونفس التراجع حصل على المستوى الحقوقي والثقافي,
ما هي وصفة العماري للخروج من هذا الوضع المقلق ؟

— تصفية الأجواء وإذابة الجليد النفسي من أجل الوصول إلى تفاهمات عبر حوار واسع ومباشر، ينخرط فيه الجميع حماية للوطن ، وعتبارا لأن لا أحدا من الفاعلين السياسيين يمتلك مشروعا مجتمعيا جاهزا وبأهداف وطنية واضحة.

‫وخلص العماري إلى أنه ليس بمقدور أي طرف أن يدعي امتلاك الأجوبة عن طبيعة الأزمة التي يعيشها الوطن، ولا أن يحتكر الحلول التي يجب أن تنبثق عن حوار صريح وواضح بين كافة الفرقاء السياسيين ، لأن البحث عن الحلول من واجب الجميع، وهي مسؤولية الجميع.‬

‫هذا رأي سياسي مجرب، خبر أوضاع البلد من الداخل ومن “برا” ، بمعنى أنه اكتسب تجرية واسعة تمكنه من القيام بتحليل للوضع، من وجهة نظره، وتقديم “وصفة”، حسب منظوره ، لحل الأزمة.‬

‫فهل المغرب يعيش حالة أزمة، على أي مستوى وأي وجهة؟‬
وحده جلالة الملك وضع الأصبع على الجرح، ونبه إلى مواطن الخلل في تدبير شؤون الدولة. أما الأحزاب السياسية المؤتلفة والمعارضة، فإنها، لا تزال “مرابطة” في “شط” ” الويوية” وهي “قبيلة” لا دين لها ولا ملة، ما سماه الراحل الحسن الثاني بـ “مؤامرة الصمت” ويسميه الفضلاء من الشعب بــ “مؤامرة الكذب والنفاق والتغليط””، لتغطية ما لا يجمل تعريته،….. والحر يفهم بالغمزة ‪!‬….

ما هو رأي أحزاب “الأغلبية” الحاكمة وأحزاب “المعارضة “الحالمة” في ما نعيشه من حالة “تأزم” نفسي في غياب مشروع وطني يستجيب لتطلعات الشعب إلى تصفية الأجواء، وإعادة الثقة، وإنهاء مد “الحراكات الشعبية” ليس عن طريق ما لا يجب أن نسميه بــ”المقاربات الأمنية”، بل بالحوار الهادف إلى “دفن الماضي” وبناء جو ثقة جديد، يمكن من انطلاقة جديدة لبناء الوطن، وراء ملك البلاد…

 

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر