تأبين الإعلامي المتميز خالد مشبال ..
جريدة طنجة – م.إمغران ( تأبين خالد مشبال )
نظَّمَت المندوبيــة الســامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير الذكرى الأربعينية لوفاة الإعلامي المتميز، المرحوم خالد مشبال، وذلك يوم الثلاثاء 26 شتنبر2017 بقاعة ابن بطوطة لقصر البلدية بطنجة…
حيث أشارقروق، باسم المنظمة المغربية للإعلام الجديد، بعد آيات بينات من الذكر الحكيم، إلى أن الفقيد كان يؤمن بأن الذي لايحترم ويكرم نفسه في حياته لايستحق أن يكرم بعد مماته، موضحا أن تكريم الراحل من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرله أكثر من دليل، وبكل ما في الكلمة من معنى، على أنه كان بحق وحقيق مناضلا ومقاوما ومناهضا لكل بؤر الفساد، سلاحه الكلمة الهادئة والفاعلة، والقلم الذي يقاوم كل اعوجاج، قبل أن يعطي الكلمة للدكتور مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرالذي قدم عرضا مستفيضا، عبارة عن سيرة ذاتية، مركزة ودقيقة، حيث لم يغفل فيها لا صغيرة ولاكبيرة حول حياة ومسارالفقيد الذي كانت تربطه به علاقة حب وتقدير متينة، معبرا عن ذلك من خلال قوله:” ثمة نوع من السعادة يشعر بها الانسان عند تكريمه لصديق حميم أو صديق حبيب، وثمة سعادة أكثر إنعاما وإكراما وأوسع إشراقا وضياء تغمر الانسان عندما يكرم في المحتفى به سمو القيم والشمائل والأخلاق ونبل المثل العليا التي تحلى بها والتي ترفع من مكانته بين بني وطنه وتسمو بمقامه، فضيلة وبرورا”.
إنه الإحساس ـ يضيف الكثيري ـ الذي تملكه وهو يحضر ويشارك مع الحضور في هذا المحفل التأبيني الخاشع والمهيب للذكرى الأربعينية لرحيل أحد رجالات المغرب الأوفياء، المخلصين لرسالتهم وأحد الرموز الذي اختطفته يد المنون من بين أهله وذويه ومحبيه، وكان المصاب فيه جللا.إنه الإعلامي والإذاعي الرائد والوطني الغيور، المشهود له بصلابة عوده وقوة شخصيته وحنكته وسداد رأيه وسعة صدره وصدق وطنيته وحبه لدينه ووطنه وملكه، حيث تجمع جل الشهادات ـ يضيف المتحدث دائما ـ على عصاميته التي طبع بها الإعلام المغربي بديناميته ورؤيته المستقبلية من أجل إعلام وطني حر ونزيه ومستقل في خدمة الوطن، إذ تحدث د.الكثيري بإسهاب عن محطات ومواقف بطولية للراحل الذي فقد فيه الجميع هرما شامخا وأخا عزيزا، صبورا وشهما، نذر حياته في خدمة الصالح العام.

وفي معرض مداخلته، أشار ابراهيم الشعبي، مندوب وزارة الاتصال بطنجة إلى أنه حضرهذا التأبين، بعد عودته على التو من العاصمة الرباط، حيث لم يسعفه عامل الوقت لتهييئ مادته حول الحدث، مضيفا أنه يتقدم بشكره إلى المندوبية السامية، مرتين، في الأولى بخصوص تأبينها للفقيد، في غياب المسؤولين المعنيين وجمعيات مدنية وإعلامية، وفي الثانية، لكون المندوب السامي تحدث بإسهاب عن الفقيد، لما قدمه لهذه المدينة وللوطن.كما تساءل الشعبي مع الجميع، ماذا قدمت هذه المدينة وماذا قدم هذا الوطن لهذا الراحل الكبير، المغفرة والرحمة له، مختتما كلمته باقتراح سيناقشه فيما بعد مع ذ.أمينة السوسي، زوجة الفقيد، حول تنظيم جائزة للإعلام الإذاعي في شمال المملكة المغربية.
الكاتب والإعلامي الفلسطيني محمود معروف، حضربدوره هذا التأبين، قادما من الرباط، حيث أشارإلى أن المرء لايتكبد عناء السفر،عندما يذهب ليحج إلى مدينة حضنت خالد مشبال، وارتبط اسمها في ذهنه وقلبه، بخالد مشبال، يذهب إلى حيث يشعر بالسعادة والأمان والاطمئنان، حتى ولوكان جسد خالد ووري بترابها، فإن روحه بقيت ترفرف فوقها.
وأضاف أن ذكرياته مع خالد تحتاج إلى مؤلفات وإلى جلسات، وبالنسبة إليه فإن خالد مثل الصحافي الذي يطمح إلى أن يكونه، لأنه كان صحافيا بالعقيدة، آمن بالعقيدة الصحافية، بمهنية عالية، واحتراف عال، وأخلاق عالية، وكل المشاريع التي كان يطرحها، كان يطرحها بروح الصحافي، ولهدف صحافي، وهذا ما يمكن الاعتزاز به، ذلك أن خالد حداثي بالمفهوم الحداثي للكلمة، حيث إن أمينة السوسي لم تكن خلفه، بل كانت إلى جانبه وهو إلى جانبها، لأنه آمن أن المرأة جزء فاعل في المجتمع، مثلها مثل الرجل، يشير الكاتب الفلسطيني.
صديق العمر، ورفيق درب الفقيد ، كان حاضرا بدوره، الأمر يتعلق بالفنان العالمي أحمد بن يسف، الذي لم يستطع حبس دموعه المنهمرة، بل أجهش بالبكاء، وهو يستحضرذكرياته مع الراحل الذي كان مبدعا في كتاباته، متمكنا في شتى أنواع الإعلام، المكتوب والمسموع والمرئي، كما كان مولعا بإنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية، منها البرنامج التلفزيوني “وجها لوجه” الذي كان يستضيف فيه ألمع المثقفين والمبدعين، آنذاك، فضلا عن مشروعه الناجح “وكالة شراع من أجل مجتمع مغربي قارئ”، خلال التسعينات، والتي حطمت أرقاما قياسية من حيث مبيعات الكتب بالمغرب، حيث مكنت ذوي الدخل المحدود من حقهم في القراءة.
والتمس بن يسف في ختام كلمته من السلطات المختصة تسمية أحد شوارع طنجة باسمه.
بعد ذلك، ألقى د.عبد الحق بخات، مدير جريدة طنجة وجريدة الشمال، وممثل هيئة الناشرين بطنجة، كلمة لخصت حياة الفقيد الذي رحل في صمت من الدنيا الفانية، بعد رحلة زاخرة بالعطاء، ذلكم هو الصديق العزيز الراحل خالد مشبال، واسطة عقد شلة اختارها، من مجموعة من أصدقائه الذين ارتاح إليهم، كما ارتاحوا إليه، لتشكل فضاء فكريا وثقافيا بامتياز، كان له بداخلها صوت بارز، ورأي ثابت، وحضور دائم.وأضاف بخات أن علاقته بالراحل بدأت عن قرب عندما كانا معا مستشارين بالمجلس البلدي، حيث تعارفا وتعاونا، رغم اختلاف انتماءاتهما الحزبية، سواء عل مستوى أنشطة المجلس، أو على مستوى الأنشطة الثقافية، حيث كانت طنجة تزخر بجمعيات ومنظمات الشباب المختلفة.وأسسا معا جريدة الشمال التي لعبت دورا فاعلا رغم المرحلة الصعبة التي طبعت تاريخ المغرب الحديث، واستمرت في الصدور لسنوات إلى أن قرر خالد الانسحاب لظروفه الشخصية، مما أثرلبعض الوقت على علاقتهما الشخصية، لكن سرعان ما عادت وتوطدت أكثر مما كانت عليه في الماضي، حيث عندما فكر الراحل في تأسيس المنظمة المغربية للإعلام الجديد، وجد بخات إلى جانبه في دعمه ماديا ومعنويا، واختاره رئيسا شرفيا لها.
من جانبه، ألقى الدكتور محمد موري، الصديق العزيز للراحل، ممثل المنظمة في العلاقات المغربية والفرنسية والاسبانية، كلمة شاعرية وفلسفية في تأبين الفقيد، كما ألقى مصطفى مشبال، شقيق المرحوم، قصيدة زجلية بالمناسبة، تحت عنوان ” مبدأ خالد”.ومن جهتها تناولت الكلمة الإعلامية الشحرورة زهور الغزاوي، ضمنتها ذكريات جمعتها، وهي طفلة، بالفقيد وزوجته أمينة، يوم كانت تتلمس طريقها نحو الميكروفون ومهنة المتاعب، قبل أن تختم الإعلامية المقتدرة، زوجة الفقيد، كلمة مؤثرة تطرقت إلى قصتهما، موضحة أنهاا لم تستوعب بعد وفاة خالد مشبال، فهي كانت تراه في القاعة، وفي وجوه الحاضرين من أصدقائه ومحبيه، وتوسلت للجميع لكي لا ينادوا عليها بلقب ” الأرملة” فخالد لازال حيا، وغرفته وأغراضه ومستلزماته لازالت كما تركها.والخاتم الذي وضعته له في أصبعه منذ 59 سنة في حفل عقد القران ولم يخلعه طيلة حياته، نزعته منه، مؤخرا، عندما أسلم الروح لبارئها، ثم وضعته في أصبعها، فيالها من قصة تنهل من الزمن الجميل.
وفي الختام، قدمت لأمينة السوسي هدية عبارة عن لوحة تشكيلية من أعمال الفنان رشيد الحوزي، عليها صورة الفقيد خالد مشبال، وبالتالي أخذ صور تذكارية للحضور، بمناسبة هذه الذكرى التأبينية للإعلامي الراحل خالد مشبال….