الجزائر تُحاول تَذويب طريقـة الشيـخ العـلاوي المغـربية لصـالـح عَلَمِهَـــا !؟

جريدة طنجة – م.إ (طريقـة الشيـخ العـلاوي المغـربية ) 

في البداية، ما ينبغي التنبيه إليه. هو أن هناك فَرقا بين طريقة الشيخ العلاوي الصوفية وبين جمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي، حيث يلتبس الأمر لدى العديد من القراء والمتتبعين، بخصوص هذا الموضوع الذي كان أسال الكثير من المداد، خلال السنوات القليلة الماضية،. ولا زال الأمر كذلك، عبر مختلف وسائل الإعلام.

فالطريقة العلاوية الصوفية معروفة بخضــوعها للأعراف المغربية، بينما الجمعية المذكورة، فهي تخضع لقانون الحريات العامة، وهي كذلك التي تسببت، في مشاكل بين الزوايا والطرق الصوفية ببلادنا، منذ بضع سنوات، وذلك عندما استعملت وثيقتين تبين فيما بعد أنهما مزورتان، إحداهما تتضمن الرضا الملكي عن المدعو خالد عدلان بن تونس، على اعتبار أنه يمثل شيخ الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية، والأخرى مسلمة من طرق قسم التوثيق بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية.

وتشهد الوثيقتان أن نفس الشخص يمثل شيخ الطريقة العلاوية الشاذلية الدرقاوية، تتوفر الجريدة على نسختين منهما. فمن وراء هاتين الوثيقتين اللتين استعملتهما الجمعية من أجل الوصول إلى أهدافها ؟ وهل الجهات المسؤولة عجزت إلى هذه الدرجة عن الوصول إلى الحقيقة، وذلك بمعرفة من كان وراء استعمال هذا النوع من الزور ؟
أكثر من هذا أن الجمعية كانت حركت، وقتها، أبواقها الإعلامية لخلط الأوراق وتلفيق التهم المجانية ضد أبرياء مشهود لهم بالطهر والنقاء، دون التأكد من الحقائق، بل ودون الإلمام بصلب الموضوع، أصلا.

وعلاقة بهذه القضية، ولتقريب الحقائق من الرأي العام، قمنا بتحرياتنا في الموضوع، قبل الوصول إلى أحد ضحايا الجمعية الذي فوجئ باستدعاءات من مصالح الشرطة ومتابعات قضائية، بينما الفضل يرجع له في الكشف عن تزوير الوثيقتين المشار إليهما، والمساهمة في الحفاظ على الأمن الـرُّوحـي للمملكة المغربية، كما سيأتي ذلك لاحقا.

الأمر هنا يتعلق ب: عبد الواحد ياسين، شيخ الزاوية الإدريسية ورئيس مراكزها، ولاعلاقة له بطريقة الشيخ العلاوي، لا من قريب ولا من بعيد. لكن كان عضوا بجمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي والتي تخضع لقـانــــون الحريات العامة، حيث كان يمثل رئيس فرعها بتطوان، وفِي نفس الوقت يشغل منصب كاتبها العام الوطني بطنجة، قبل إقدامه على تقديم استقالته، باختياره، سنة 2010، نتيجة ضبطه لبعض الخروقات القانونية وسلوكات تمس بالوحدة الترابية لبلادنا.

وفِي تصريحه لنا أشار إلى أنه كان وراء الكشف عن الوثيقتين المزورتين، حيث راسل الجهات المسؤولة، متمثلة في القصر الملكي بتطوان وفي وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، وذلك باسم خادم الزاوية الإدريسية وشيخها بسبتة المحتلة.

مستغربا كيف تم الاعتراف بشيخ الطريقة العلاوية الجزائرية، بعدما انضافت له بشكل رسمي كلمتي “الشاذلية والدرقاوية” قصد إشهاره للوثيقتين وتسييسهما في الملتقيات الدولية، تحت راية الجزائر، بدلا من راية المملكة المغربية، ودون تزكية من أصحاب وورثة وحراس الطرق المنتشرة، عبر تراب المملكة.فكان الجواب سريعا، بل وصادما، وهو تصريح القصر ووزارة السيادة معا بأن الوثيقتين مزورتان.

وبدلا من أن يكون له اعتبار، نظرا لمساهمته في الكشف عن الفضيحة باسم الزاوية الادريسية، يقول شيخ هذه الأخيرة أنه وجد نفسه معرضا لاستنطاقات بوليسية ومتابعات قضائية متواصلة إلى حد كتابة هذه السطور، رغم أنه كان استقال من جمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي سنة 2010، بينما خدام الأجندة الجزائرية زوروا الوثيقتين سنة 2012، وذلك لتذويب الطريقة العلاوية لتكون تابعة للجزائر ومشيختها، في محاولة منهم للتسابق حول الحقل الديني والروحي بأوروبا ، لإقصاء المغرب الذي له باع طويل في هذا المضمار، من خلال المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج.

وأضاف الشيخ عبد الواحد ياسين أن ما كان يتنبأ له ويجاهد من أجل ألا يقع، ها هو اليوم قد تحقق، من خلال استغلال الجزائر لجمعية الشيخ العلاوية المغربية، ثم عن طريق جمعية الشيخ العلاوي بالجزائر وجمعية الشيخ العلاوي بأوروبا المعروفة، اختصارا، ب:”عيسى” حيث تم تأسيس فيدرالية، وبالتالي الانخراط بجامعة الأمم المتحدة تحت راية الجزائر.

وبالمناسبة، يشير عبد الواحد ياسين إلى وجود شريط فيديو في منناول الجميع، تم تصويره، صيف السنة الماضية 2017، يبين بوضوح جلوس المدعو خالد عدلان بن تونس، ضمن وفد جزائري، وهو يصفق لكلمة وزير الخارجية الجزائري الذي نعت المغرب ب:”البلد المستعمر” بالصحراء المغربية، وذلك تحت سقف جامعة الأمم المتحدة. وغدا قد يدخل المعنيون بالأمر التراب المغربي ب:”بادج” خاص بالأمم المتحدة و لن يوجد من يوقفهم !؟

وختم شيخ الزاوية الإدريسية قوله بأن الصراع قائم حاليا بين طريقة الشيخ العلاوي المغربية وطريقة الشيخ العلاوي الجزائرية، بينما هو وجد نفسه كشيخ للزاوية الإدريسية بمثابة كبش فداء، لأنه حارب المزورين، ولكنه واثق في نزاهة القضاء المغربي، بخصوص هذه القضية، علما أنه يتوفر على وثائق ومعلومات تدحض كل ما نسب إليه، وتدفعه بالحجة والدليل …

 

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر