إشادة بمدينة طنجة في الصحافة العربية والعالمية
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( مدينة طنجة في الصحافة الدولية)
وقد تعددت الكتابات الصحافية ، في البلدان العربية والاوروبية والغربية بشكل عام، التي تبرز أهمية موقع طنجة، وروائعها الطبيعية ومآثرها التاريخية التي توثق لما فوق ثلاثة آلاف سنة، حيث تعتبر طنجة من أقدم مدن الشمال الإإفريقي.
وكانت آخر صيحة في هذا الباب، بعد مقال جيد عن طنجة، صدر مؤخرا في الصحافة الخليجية، مقالة طريفة وزعتها جريدة OK DIARIO الإليكترونية ، يوم ثاني بناير الجاري، أبرزت فيها خصوصيات مدينة طنجة، الجغرافية والاقتصادية والسياحية، بفضل موقعها المتميز، على مفترق طرق مائي يربط قارات العالم الست، الأمر الذي مكنها من الاستفادة من التأثيرات الثقافية والفكرية والمعمارية لشعوب الضفة الأوروبية التي لا تبعد عنها إلا ببضعة أميال، الأمر الذي جعل من طنجة “لؤلؤة فريدة من نوعها بالمغرب”.
وقدمت الجريدة خارطة لبعض المواقع التي لا تكتمل زيارة طنجة إلا بزيارتها، ومنها القصبة التي يمكن بزيارتها اكتشاف المدينة التاريخية والإطلال على خليج طنجة المتميز ومتحف القصبة الذي يعرض روائع من تاريخ وثقافة وحضارة هذه المدينة، و مغاور هرقل، الفريدة من نوعها بالعالم والعديد من المواقع المطلة على البوغاز والفضاءات الطبيعية بالجبل الكبير كمنتزه بيرديكاريس وكاب سبارتيل .
ويذكر أهل طنجة أن الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه كان قد نوه بقدرة أهالي هذه المدينة على المبادرة والابتكار ، واعتبر في خطاب شهير بقصر مرشان، سنة 1995، أن أهل طنجة لهم حظ كبير، لأن مدينتهم مشهورة عالميا، وأنه ولعقود، كان المغرب يعرف بطنجة.
ولعل هذه الشهرة هي التي أسست للحركة السياحية التي تشهدها المدينة منذ القرن التاسع عشر، والتي مهد لها مستثمرون خواص، تفاعلوا إيجابا مع المخطط الخماسي الأول وشيدوا عددا هائلا من الفنادق الممتازة، بحيث كان التدخل المباشر للدولة في هذا الميدان ، ثانويا.
وبالرغم من “النكبات” التي تصادف العالم، والتي تؤثر سلبا عللى السياحة العالمية، إلا أن طنجة ظلت سياحتها متماسكة، وظل زوارها من مختلف بقاع العالم، أوفياء لها، كما استمرت الإشادة بخصوصياتها الثقافية والحضارية ، حاضرة في الكتابات الصحافية والإعلانات السياحية والكتب والمجلات المتخصصة، حتى حين أقدمت الحكومة على “اغتيال” عدد من الخطوط الجوية التي كانت تربط مطار بوخالف بأهم البلدان التي كانت تعد من زبناء طنجة.
وهكذا أعلنت المصالح الجهوية للسياحة أن عدد السياح الذين زاروا طنجة ما بين يناير ونهاية أكتوبر الماضي، بلغ 510 آلاف و 675 سائحا، مقابل 396 آلاف و 242، خلال نفس المدة من السنة الماضية، إى بارتفاع بلغت نسبته 29 بالمائة.
ومن مجموع زوار طنجة، يتضح أن عدد الأجانب كان في حدود 265 ألفا و 560 سائحا، جاء الأسبان في مقدمتهم (46,925)، يليهم الفرنسيون (39,886)، ثم مواطنو البلاد العربية (22,422)، واليونايطط سطيط أوف أميريكان (12,717), والصينيون (9648) والبريطانيون ‘8004)، والألمان (6164) والبلجيكيون (5218) ومن البلدان السكندينافية (4632).
كما أن الفنادق المطنفة سجلت خلال هذه الفترة ما مجموعه 53 ألفا و 511 ليلة مبيت، بارتفاع بلغت نسبته 26 بالمائة مقارنة مع إحصائيات سنة 2016
الرحلات البحرية السياحية في تراجع
بعد الطفرة التي سجلها ميناء طنجة المدينة، خلال العامين الماضيين، فيما بتعلق باستقطاب كبريات السفن السياحية في العالم، يبدو أن حظ مدينة البوغاز، السنة الماضية، لم يكن جيدا، إذ سجلت تراجعا حادا في أعداد البواخر السياحية التي رست بمرفئها حاملة بضعة آلاف من السياح.
وحسب بيانات صادرة عن المجلس الجهوي للسياحة فإن حركة الرحلات السياحية البحرية، التي يؤمل عليه كثيرا في تحريك النشاط السياحي بالميناء القديم، سجلت تراجعا كبيرا، سنة 2017، الأمر الذي يتحتم معه على السلطات المعنية معالجته مع الوزارة المسؤولة عن هذا القطاع، خاصة وأن الوزير ساجد صرح بأن وزارته تعمل على أن تجعل من طنجة “وجهة سياحية قائمة الذات”، والحال أن طنجة وجهة سياحية “قائمة الذات” من قبلُ أن تخلق وزارة السياحةـ أو فكرة السياحة المعاصرة إطلاقا بالمغرب.
المطلوب فقط من الوزير ووزارته العمل من المختصين والخبراء في القطاع المحلي على بلورة مخطط سياحي، خارج “الرؤى” الوزارية التي لم “تر” شيئا، مخطط يعزز مكانة ميناء طنجة القديم على خارطة الرحلات السياحية البحرية، في البحر الأبيض المتوسط، والعالم..