أمحجور مخاطبا أخنوش : الخَدَم لا يصنَعـون المَجد ..!!

جريدة طنجة – م.ع ( أمحجور ) 

يواصل محمد أمحجور، القيادي بالعدالة والتنمية، والمدير المركزي الأسبق للحزب، والنائب الاول لعمدة طنحة، قصفه العنيف لأخنوش وحزبه التجمع الوطني للاحرار، فبعد ان أطلق عليه وصف الوزير الاعظم، عاد في تدوينة عممها على حائطه الفيسبوكي، لينعث أخنوش ومجموعته بالخدم الذين لايصنعون المجد ولا يقيمون العدل، ولا يضمنون الاستقرار.

و تُثير التـدوينـات الاخيـرة لامحجـور الكثير من التساؤلات حول خَلفياتها الحقيقية، خاصة وانها تصدر من أحد أقرب الاشخاص لقلب بنكيران، فيما يرجح ان تكون لهاته الخرجات تداعيات سلبية على تماسك الاغلبية الحكومية التي يحاول العثماني جاهدا الحفاظ عليها.

وجاء في تدوينة أمحجور:
سنن سياسية لا تحابي..
الخدم لا يصنعون مجدا ولا يقيمون عدلا ولا يضمنون استقرارا..
يجتهد “أقوام” في الترويج مرة أخرى لنموذج حزبي “قديم-جديد”، يستهجن “السياسة” كما رسخت عند الأمم المتقدمة، ويعلي من دور “التقنية” ويجمع كفاءات استثنائية ذات قدرات تدبيرية كبيرة، ستخرج للمغاربة بعد حين نموذجا تنمويا ومشروعا مجتمعيا يعالج مشاكل المجتمع من خلال “عرض جديد” واسم جديد وهوية بصرية جديدة. وأنا بصدق أتابع هذه التجربة وأرجو أن تكون هي آخر “الخلاص”، ذلك أننا سئمنا من تكرار التجارب الفاشلة التي ما فتئت تعيدنا بعد كل لحظة أمل إلى الوراء، فتحبط آمالا أورقت وتجهض أحلاما كبرت.

وبغض النظر على الأخطاء المنهجية والبنيوية لهذا المشروع القديم أصلا ومنشأ، والجديد لباسا وإخراجا، ودون الالتفات إلى الخلط الكبير بين أصول تدبير المجتمعات والشعوب، وبين طرق ومناهج تدبير الشركات والمجموعات الاقتصادية، فإن الحقيقة التاريخية الثابتة التي لا تنتفي في مسار الشعوب جميعها هي أن السياسة هي الآلية المركزية والأساسية لتدبير الشأن العام من أجل تحقيق الحرية والكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية. ولأجل ذلك لم يحدث إلى يوم الناس هذا أن صنع “تقنوقراطيا” مجدا أو تحولا تاريخيا أو إنجازا مجتمعيا يفرح له الناس عموم الناس.

وفي علاقة تجربتنا الوطنية الحديثة بما ذكرته آنفا، لنتذكر جميعا معركة الاستقلال التي دبرها القادة الوطنيون من مثل علال الفاسي ومحمد حسن الوزاني وعبد الكريم الخطيب وعبد الخالق الطريس وغيرهم من رموز الاستقلال. وفي معركة بناء الدولة الوطنية نسي المغاربة كل “التقنراط” وما أكثرهم ويتذكرون فقط وإلى اليوم الشخصيات السياسية المنبثقة من رحم الشعب من مثل عبد الله ابراهيم وعبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة. وحين اشتدت الأزمة وبلغ وضع البلد حد “السكتة القلبية” لم يجد البلد من حل إلا في إنجاز توافق تاريخي بين الملكية والأحزاب الوطنية فكان القادة السياسيون في موعد اللحظة التاريخية ولا زال المغاربة يذكرون عبد الرحمان اليوسفي وامحمد بوستة وعلي يعتة، ولا يذكرون أحدا من تلك “الكفاءات” الاستثنائية التي يراد لها اليوم أن تعيد الكرة مرة أخرى. وحين جاء الربيع الديموقراطي الهادر وكانت الحاجة ماسة إلى من يتكلم ليسمع له، اختفت كل تلك “القيادات” التي عادت اليوم ولم يجد البلد نفعا إلا في الشخصيات السياسية الحقيقية، فكان “الربيع المغربي” الذي أخرجنا من الضيق والتيه، ولم يعد المغاربة يذكرون إلا السياسيين الحقيقيين من مثل عبد الإله بنكيران ونبيل بنعبد الله وآخرون.

ختاما إن الحقيقة التي لا تنتفي والسنة السياسية التي لا تحابي مسلما ولا كافرا، إن عبيد السياسة لا يصنعون مجدا ولا يقيمون عدلا ولا يضمنون استقرارا. ومن ارتضى غير ذلك مسارا واختيارا فهو من الخاسرين.
دمتم سالمين….

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر