إسدال الستار على منتدى – طنجة لطرب الآلة

جريدة طنجة ( منتدى-طنجة لطرب الآلة ) 

أُسدل ستار الدورة الأولى لمنتدى-طنجة لطرب الآلة يوم السبت 10 فبراير 2018 بعد العرض الفني الذي قدمته مجموعة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تحت إشراف الأستاذ عمر المتيوي رئيس جمعية “روافد موسيقية” المنظمة لهذه التظاهرة. وبهذه المناسبة حج أكثر من 700 متفرجة ومتفرج إلى المركب الثقافي أحمد بوكماخ للاستماع إلى هذا العرض الذي اشتمل على تواشي من نوبة الرصد وميزاني ابطايحي رصد الذيل فقدام منه. استطاعت المجموعة بفضل مهارتها وتمكنها وأدائها المهذب والمحكم أن تؤثر في نفس الجمهور الأنيق والذواق وتجعله يرقى إلى لذة المسموع بنغمات الطبوع. كما تم إثر هذه المبادرة الرائدة تكريم أحد رموز الموسيقى بمدينة تطوان الفنان المقتدر المختار المفرج الذي قدم خدمات جله في ميدان الموسيقى التراثية على امتداد أكثر من ستة عقود.

أما في ليلة الجمعة 09 فبراير فقد كان للجمهور الطنجي موعد مع جوق معهد تطوان برئاسة الأستاذ المهدي الشعشوع الذي أمتع الحاضرين وشنف آذانهم بنغمات ابطايحي عراق العجم ثم قدام منه، وقد أداه على نهج وأسلوب أستاذه الفنان الراحل محمد بلعربي التمسماني.

بالإضافة إلى العرضين الموسيقيين فقد سلط المنتدى الضوء على كبار “المْعَلمين” الذين وهبوا حياتهم لهذا الفن، وذلك من خلال عرض أنيق وبديع لصورهم، بقاعة العروض للمركز الثقافي أحمد بوكماخ، والذي لقي ترحابا كبيرا من طرف الجمهور والأساتذة نظرا لمضمونه التوثيقي وشكله الحداثي.

جرت العادة في جل المهرجانات الموسيقية المغربية على الاهتمام بجانب الفرجة دون الالتفات إلى الجانب العلمي والثقافي للموسيقى، لذا، وسدا لهذه الثغرة، عملت الجمعية على استدعاء طائفة من خيرة الباحثين والدارسين من تونس وإسبانيا والمغرب لمناقشة الموضوع الذي اختارته لهذه الدورة والمتمحور حول مساهمات شمال المغرب في تطور الموسيقى الأندلسية-المغربية. توزعت مداخلات المحاضرين على ثلاث موائد مستديرة تعاقب على إدارتها كل من الأستاذين عبد السلام الخلوفي وعمر المتيوي.

– في المائدة الأولى تناول الباحث العالمي محمود قطاط من تونس بالدراسة موضوع “التماثل والتباين في الموسيقى المغاربية-الأندلسية بين العدوتين” مبرزا مساهمة شمال إفريقيا في بلورة أسلوب موسيقي متميز مزج بين الأنماط المشرقية والمغربية والأندلسية. واهتم الأستاذ الباحث عبد العزيز بن عبد الجليل بدراسة وتحليل موضوع “الموسيقى الأندلسية-المغربية في شمال المغرب، بين العزلة والانفتاح” مسلطا الضوء على منجزات المنطقة الشمالية من المملكة في عهد الحماية الإسبانية. وتعرض الأستاذ عبد المالك الشامي في مداخلته لبعض الإشكاليات المتعلقة بالتأريخ للموسيقى التراثية ملحا على دور المنهجية العلمية في التعاطي مع هذا الموضوع.

– وساهم في المائدة الثانية الأستاذ عبد السلام الشامي بموضوع عرض فيه لدواوين الآلة تصنيفا وتحليلا، وأكد الأستاذ يونس الشامي في كلمته على دور الكتابة الصولفائية في المحافظة على موسيقى الآلة كما اهتم الأمين الشعشوع في مداخلته بالخصائص الفنية للمدرسة الموسيقية التي نعتها بالأندلسية-التطوانية.

– أما المائدة الثالثة فعرفت مساهمات الباحث عبد المجيد السملالي الذي أبرز دور مدينة طنجة في تطور موسيقى الآلة كما عالج الخبير الإسباني ادواردو بانياكوا إشكالية إيصال الموسيقى الأندلسية-المغربية إلى العالمية وسلط، الأستاذ عبد السلام الخلوفي، الضوء على الدور الذي يجب أن يقوم به الإعلام من أجل ترويج المنتوج الغنائي التراثي في عصر العولمة وختم هذه المداخلات رئيس المنتدى بفتح حوار حول التوصيات التي يمكنها أن تساهم في نفض الغبار عن موروثنا الموسيقي الخالد.

وبالفعل أسفرت النسخة الأولى من منتدى-طنجة لطرب الآلة عن مجموعة من التوصيات الهادفة في عمقها إلى تطوير الموسيقى المغربية والحفاظ على أصالتها والمتطلعة إلى إيصالها إلى العالمية. وتفضل القيدوم عبد العزيز بن عبد الجليل بقراءة هذه التوصيات ضمن فقرات الحفل الختامي على الجمهور الذي كانت تغص به القاعة والذي نالت استحسانه، وتقبلها بالترحاب الكبير والتصفيقات الحارة. عدد هذه التوصيات ستة وقد صيغت على النحو التالي:

1- توجيه رسالة رسمية من الدولة المغربية، في شخص السيد وزير الثقافة والاتصال، إلى منظمة “اليونيسكو” في موضوع طلب إدراج موسيقى الآلة المغربية ضمن التراث الإنساني اللامادي.
2- التعجيل بفتح المعهد العالي للموسيقى المقرر إحداثه من طرف وزارة الثقافة والاتصال.
3- حث وزارة الثقافة والاتصال على العناية برجال التعليم في المعاهد الموسيقية.
4- إقرار مادة التربية الموسيقية ضمن المواد المقررة في سائر أسلاك التعليم.
5- إحداث سلك للتعليم الموسيقي بالجامعة المغربية.
6- دعوة الشركة المغربية للإذاعة والتلفزة لإحداث قناة خاصة بالتراث الموسيقي المغربي.

وفي إطار المخطط الثقافي لمنتدى-طنجة لطرب الآلة اجتمع الرأي على ما يلي:
– الاحتفال بالذكرى الذهبية لمرور خمسين سنة على مؤتمر الموسيقى العربية الثاني الذي انعقد بمدينة فاس في ربيع سنة 1969، وذلك باعتباره حدثا مهما في مسيرة الموسيقى على الصعيد العربي وشكل اللبنة الأولى التي ساهمت في نشأة المجمع العربي للموسيقى.
– العمل عل إحداث أكاديمية للموسيقى الأندلسية-المغاربية.

لقد نجحت جمعية “روافد موسيقية” بهذا العمل المتميز أن تعيد للموسيقى الأندلسية-المغربية شيئا من الاعتبار وتساهم من أجل أن يتبوأ هذا الفن المكانة التي تليق به. وفي تصريح لها تعهدت جمعية “روافد موسيقية” أن تستعد منذ الآن لتنظيم النسخة الثانية للمنتدى والتي ستخلد الذكرى الذهبية لمؤتمر فاس لسنة 1969.

وفي الختام تقدمت جمعية “روافد موسيقية” باسم رئيسها وكل أعضاء مكتبها المسير بجزيل الشكر والامتنان إلى الشركاء والداعمين من القطاعين العام والخاص الذين ساهموا في إنجاح هذه الدورة وناشدتهم أن يرافقوها في الدورات القادمة متمنية أن يحظى هذا المنتدى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. .

ربورطاج الصور : عبد الإله حمودة

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر