السياسي المراهق!..
جريدة طنجة – محمد العمراني ( السياسي المغامر )
قبيل أسابيع قليلة من الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 7 أكتوبر 2016، فوجئت ساكنة مدينة بطنجة بالقرار الذي اتخذه رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية حينذاك، والقاضي بترشيح العمدة الأسبق لطنجة، سمير عبد المولى وصيفا للائحة المصباح، التي قادها الوزير نجيب بوليف..
القرار خلف صدمة في صفوف مناضلات ومناضلي حزب العدالة والتنمية، فما بالك بالمواطنين؟!، وتساءل الجميع حينها لماذا هذا الإصرار من طرف بنكيران على تنصيب الشاب سمير برلمانيا؟..
اعتقد الجميع أن سمير، ربما بعد التحاقه بحزب العدالة والتنمية، تشبع بقيم الحزب، وأصبح مواطنا ملتزما و مسؤولا، وأنه سيتحمل مسؤوليته البرلمانية أمام الله وأمام المواطنين..
لكن خاب ظن الجميع، وبقي الشاب المدلل وفيا لنفسه..
فإذا كان ولا بد من وضع تقييم لأداء نواب الأمة خلال ثلاث دورات تشريعية لمجلس النواب، منذ انتخابه يوم 7 أكتوبر 2016، فإن سمير عبد المولى يستحق بدون منازع لقب البرلمانيين المستهترين بمؤسسة دستورية، أناط لها المشرع مسؤولية مراقبة الحكومة، وإنتاج القوانين، وهذا يدفعنا لطرح السؤال التالي: كيف لنائب مدمن على الغياب، لأسباب غامضة، أن يدافع على قضايا مدينة طنجة، وأن يحمل هموم ساكنتها لطرحها أمام السلطة التنفيذية؟!!.
وهكذا تصدر البرلماني الشاب لوائح نواب الأمة المتغيبين عن جلسات البرلمان، وعلى الرغم من كون إسمه أصبح يتلى أسبوعيا على الهواء مباشرة، لكنه أصر على الغياب في سلوك مشين يكشف الطينة الحقيقية لسياسي غير مسؤول، وهذا ليس بغريب عن شخص قاد بنزقه ورعونته، وتصرفاته العشوائية والطفولية، إمبراطورية النقل البحري “كوماريت وكوماناف” إلى الانهيار، مع ترتب عن ذلك من مآسي اجتماعية طالت المئات من العمال، ووصلت شظاياها إلى جميع أفراد أسرته.
فهذا السياسي المتهور، و منذ انتخابه برلمانيا، بعدما فرضه بنكيران ضدا على قرار أجهزة الحزب ومناضليه بإقليم طنجة، نجد أن عدد المرات التي ولج فيها قبة البرلمان لا تتعدى رؤوس أصابع اليد الواحدة، مما يطرح سؤالا عريضا حول الصورة التي يسعى عبد المولى لتسويقها عن نفسه؟..
المثير في الأمر هو الموقف الغريب لقيادة حزب العدالة والتنمية، ورئاسة فريقه البرلماني، في شخص الإدريسي الأزمي، اللذان لم يحركا ساكنا، ولم يتجرآ على استفسار هذا النائب “المحترم” حول أسباب تغيبه المتكرر عن البرلمان، خاصة وأن هاته التصرفات تعتبر خرقا فاضحا لمدونة الالتزامات التي يفرضها حزب المصباح على منتخبيه!..
أما على مستوى عمالة طنجة ـ أصيلة، فإن لا أحد يمتلك الجرأة، وفي مقدمتهم الزعيم خيي، الكاتب الإقليمي لحزب المصباح، على مساءلة الشاب المدلل عن هاته الممارسات “الشاذة” في العمل السياسي، وكيف لمسؤولي المصباح أن يفعلوا ذلك، وهم يعلمون جيدا أن الحزب لا زال يرفل في نعيم سمير عبد المولى، الذي سارع إلى وضع الفيلا إياها رهن إشارة الإخوان، التي عندما قرر اللجوء إلى بيت بنكيران طالبا الحماية، في سياق خاص يعرفه قادة المصباح جيدا؟!..
السلوك الصبياني والمتهور لهذا الشاب المدلل يضع حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسهم الزعيم عبد الإله بنكيران، في ورطة حقيقية، حيث لازال قرار هذا الأخير بحجز مقعد لسمير عبد المولى داخل قبة البرلمان، لغزا غامضا يبحث الجميع عن فك طلاسيمه، علما أن إخوانه اليوم كانوا من ألذ أعدائه بالأمس، إذ قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر، لكن اتضح أن بنكيران كان مصرا على توجيه رسالة مشفرة لمن يهمه الأمر، يعرف هو وحده مضامينها!…