من بيت الصحافة بطنجة و بمشاركة 22 دولة .. الثقافة تبقى الحل الوحيد للخروج من عالم العنف و الإرهاب إلى عالم التسامح و روح التعايش

جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( الثقافة الحل لتجَنُـب العنف ) 

إحتفاء بالذكرى الرابعة لافتتاح بيت الصحافة بطنجة، عمل المكتب التنظيمي و التنفيذي للمؤسسة على تنظيم ندوة دولية كبيرة تأثّثَت بحُضــور مُثقّفين و أدبــاء يُمثّلـــون 22 دولة، اجتمعوا لمناقشة تَداعيــات الفِكـر المُتطَـرف و الإرهــاب، وكل أشكال العنف والكراهية، لإثبات أنَّ الثقافة تبقى الحل الوحيد للخُــروج من عــالم الدَّم إلى عالم التسامُـح و التعايُش و السلم الآمن.

“الثقافة مَلاذ الإنسانية”، كان شِعــاراً للندوة التي خَلُص الكل من خلالها، إلى أن الثقافة تشكل استجابة لرهانات وتحديات العالم المعاصر، فالسياق الحالي يتسم بارتفاع غير مسبوق في حجم المخاطر، وبنزوعات القومية والتطرف بكافة أشكاله والشعبوية، والتعصب، وهناك صراعات تثار باسم الدين للتفرقة بين الشعوب وتجنيد الشباب في صفوف الإرهابيين، وأزمات تتغذى من الإنغلاق ورفض الآخر، و هذا ما أعرب عنه الموقعون على البيان، الذي حمل إسم “نداء طنجة الثقافي الدولي”، منددا “بأشكال التطرف والإرهاب والحروب كيفما كانت، وأيًا كانت الجهة التي تقف وراءها”.

الإعلامي و الكاتب و رئيس بيت الصحافة، سعيد كوبريت، أكد خلال مداخلاته، على أن وحدها الثقافة يمكن أن توحد الإنسانية وتكفل التماسك الوطني، بفضل الإقرار باختلافاتنا وبتنوع ثقافاتنا وهوياتنا ولغاتنا، مشددا على أن “الإنزواء والإنغلاق والحمائية تفرز في كثير من الأحيان نزوعات التعصب والبغضاء والكراهية.

و أضاف “كوبريت”، أن الثقـافـة هي إذن حل لكل هذه المشاكل التي يتطلب حلها عملا سياسيا لمواجهة الصراعات وحفظ السلم الدولي وتعزيز ثقافة الحوار بين الشعوب، و أن على مثقفي و إعلاميي العالم إتخاذ التدابير اللازمة لحماية الثقافة، وتعزيز التعددية الثقافية وحماية التراث الثقافي.

و عمل المشاركون في الندوة الدولية من 22 بلدا، على التأكيد على أن الثقافة هي كل شيء، إنها النهاية والمسار، و لن يتيه أحد في تمرينِ تعريف الثقافة المحفوف بالمخاطر،وإنما وضحوا بكل بساطة على أنهم لا يتحدثون فقط عن الثقافة الفنية أو الجمالية، وإنما أيضا عن ثقافةٍ حاملة للإنفتاح وحس النقد، ثقافةٍ مؤسِّسة للشخص ونافعة للعيش المشترك، ثقافة من أجل ثقافة قيم جديدة للحداثة.

و جاء في كلمة وزير الثقافة و الإعلام، محمد الأعرج، و التي تلاها، زكرياء حميد، المفتش العام لدى الوزارة، أن المؤتمر أصاب في التشخيص الذي جعل الثقافة مخرجا وخلاصا لما يعج به عالم اليوم من صدامات لا معنى لها”، موضحا أن “الثقافة تجعل كل دواعي الصراع بين الأفراد والجماعات خالية من الدلالة”، و أن موضوع الندوة “نافذة تطل على حل سلس لمشاكل الإنسانية”، معتبرا أن ذلك يتطلب جهدا مضنيا للإشتغال على تعبيد المسالك للفرز بين الإجراء والفعل، بين الخطاب والسلوك، بين النظرية والتطبيق، وهي مسؤولية على عاتق الجميع، لكن بنصيب أوفر على عاتق الأدباء، القادرين على صناعة المضامين المناصرة للسلم والتعايش.

هذه الندوة الدولية القيمة، تتخللتها فقرات موسيقية من توقيع ” ريشات إفريقيا” الفرقة الكاميرونية-الإسبانية، بمشاركة قيّمة من الفنان المايسترو محمد رشيد التسولي، فضلا عن عرض مباشر للوحتان تشكيليتان، بصمها الفنانين، لحسن الفرساوي و عبد الفتاح البلالي، و عرض لشريط يبسط مختلف أنشطة بيت الصحافة من مؤتمرات و دورات تكوينية و ندوات استضافت أبرز الشخصيات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية بالمغرب و بالوطن العربي…

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر