ماجدوى الاحتفاء باليوم العالمي للشعر في غيـاب القِيم الإنسانية وفُقدان الـرُّوح الثقافية
جريدة طنجة ( اليوم العالمي للشعر )
هذه الـرُؤيا لشكسبير ألا تعكس حالة أستاذنـا ومربينا لما كنا تلاميذ بثـانـوية ابن الخطيب الدكتور الشاعر الطنجي، أحمد الطريبق أحمد ،في النداء التاريخي الذي دَعـا من خلالـه إلى الاحتفاء كل سنة باليوم العالمي للشعر حتى يصير عرساللغات المجسد في دواوين الحضارات والمدنيات .
هذا الشاعر والمربي الكبير ماذا كان هدفه من وراء هذا النداء الذي تحقق فعلا حيث قررت منظمة اليونيسكو جعل يوم 21 مارس من كل سنة يوما عالميا للشعر .ما قيمة هذا اليوم وشوارع مدننا لازال يمارس فيها العنف بشكل فظيع، وساحاتها مسرحا للسرقات والاعتداءات ومختلف مظاهر الجنوح.
لايستقيم الجواب عن هذا السؤال، دون الحديث عن روح كينونة المدينة وحيويتها إذ إن وجود المدينة مرهون لروحها الثقافية. بل إنها لا تتسمى مدينة، بمفهومها الحديث، إن لم تكن تزخر بالمكتبات العمومية ودور السينما والمسارح والمعارض ودور الاوببرا والحدائق وغيرها من فضاءات الثقافة والفن والترفيه، وإن لم تكن تشهد يوميا صدوركتب جديدة، وعرض افلام جديدة في قاعاتها السينمائية، واستعراض مواكب فنية وعروض الهواء الطلق في الشوارع والساحات العمومية، وإن لم تكن تتحلى بمعمار تاريخي خاص ،وخصوصا إن لم تكن تخصص جوائز وتكريمات واحتفاءات برجالها ونسائها الذين تميزوا في شأن ما طيلة سنة كاملة أو بصموا على مشوار بارز طيلة مسيرتهم الحياتية.
باختصار تعتبر الثقافة شرط وجود المدينة، وإلا فهي امتداد لقانون الغاب .من هنا، فالروح الثقافية هي التي جعلت بعض المدن اكوانا لوحدها مثل باريس وفرانكفورت ولندن بمناحغها ومعارضها وحدائقها وساحاتها .
نحتاج إذن لعدة أيام حتى تكتمل الصورة التي رسمها شكسبير في مخيلته حيث أصبحت معروفة ومالوفة في بلده وباقي المدن الغربية يجسدها بقلمه الشاعر والمسرحي والروائي والموسيقى والمنظر والسينماءي .
وفي الختام نتساءل ما العمل من أجل إضفاء على مدننا طابع روحي عبر الثقافة والتراث والفنون والآداب. مما لا شك فيه أن مدننا لا تفتقر إلى المشارع الخلاقة، ولن تعوزها المبادرات والاقتراحات لكنها ستحتاج، بكل تأكيد، إلى ربان جريء قادر على أن يسلك بسفينته هذه الروح الثقافية المفقودة وسط أمواج الساسة ورجال الأعمال العاتية نحو بر الأمان….