قربــالة ”بــ “المطعم البلدي”

جريدة طنجة – عزيز كنـونـي ( احتجاج لعشرات المتضررين من عملية توزيع المحلات التجارية باسواق طنجة) 

بينما استعان عمدة فاس الأزمي بالقوات العمومية لمواجهة احتجاجات تجار سوق الجملة للخضر والفواكه وتسجيل دعوى استعجالية ضِدّهُـم بتُهمة عَـرقلـة حركـة الـولـوج إلى السوق، فَضَّلَ عمدة طنجة، البشير العبدلاوي مواجهة سيل جارف من الاحتجاجات داخل قاعة الاجتماعات بمجلس الجهة، وخلال دورة ماي العادية، وتسلح بصبر أيوب وهو يستمع إلى اتهامات المحتجين بـ “الزبــونية” و “المحسوبية” في توزيع المحال التجارية بسوق أرض الدولة، ببني مكادة.

التجار “المتضررون” من عملية التوزيع تلك، نقلوا احتجاجاتهم من فضاء بني مكادة، إلى باب مقر الولاية، ثم إلى جوار مجلس الجماعة، رافعين لافتات ومردّدين شِعـــارات تُطـالب بـإنصـافهم، وبعد أن أصابهم شعور باليأس من العثور على رجل لبيب يصغي إليهم ويناقش الوضع معهم، قرروا “اقتحام” دورة ماي العادية لمجلس جماعة طنجة، في مواجهة وصفت بـ “العنيفة” مع مجلس الجماعة، حيث “احتلوا” بالكامل فضاء القاعة الكبرى للاجتماعات، ووصلوا إلى المنصة الرسمية ، وخاطبوا الرئيس وصحبه بلغة “الغيض” و “الغضب” ليظل البشير العبدلاوي هادئا رغم محاولات “يائسة” لتهدئة الوضع وامتصاص غضب المحتجين الذين فرضوا أنفسهم وموضوع احتجاجاتهم على جدول أعمال الدورة، وخلقوا أجـــواء مشحونة وفوضى عارمة داخل القاعة كما تسببوا في حالة ارتباك شديد بين أعضاء المجلس الذين بَدَت عليهم حالة من الدهشة و الذهول .

المحتجون، رجالا ونساء، واجهوا الرئيس ومجلسه “الموقر” بلوائح لعدد من المستفيدين بغير حق، حسب رأيهم، من المحال التجارية، لعدم استيفائهم الشروط المُحدّدة لذلك، بينما وقع حرمان من لهم الأحقية حسب شروط الأقدمية والمهنية.

الشعور بالحرمان والظلم والغبن و “الحكرة” دفع بالعديد من التجار إلى الصراخ بقوة داخل القاعة، في وجه الـرّئيس و”وجوه” مجلسه، وتسبب في حالات إغماء في صفوف المحتجين ــ طبعا ــ كان ضحيتها رجل وامرأة ، سقطا أرضا، بعد دخولهما في حالة غيبوبة، ليتم نقلهما إلى المستشفى المركزي محمد الخامس ، لتلقي العلاج، ما ضاعف من حالة الارتباك لدى أعضاء مكتب المجلس، الذي كان يتوسطهم إلى جانب الرئيس، القائمقام” أمحجور الذي التزم الصمت، في هذه الواقعة، على غير عادته !

وبعد أن استحال أمر مواصلة أشغال هذه الدورة، بالرغم من دعوات المجلس والسلطة “الوصية” إلى التهدئة، رفع الرئيس الجلسة، الأمر الذي بم يمنح التجار المتضررين من مواصلة احتجاجاتهم والمطالبة بإنصافهم والتنديد بـ “المتلاعبين” بحقوقهم ومصالحهم، مطالبين بمراجعة مسطرة تسجيل المستحقين و “بتدقيق” المعطيات التي بنى المسؤولون عليها اختياراتهم في جو من الوضوح والشفافية والتشارك.

المجلس عاد بعد ساعة ونصف الساعة إلى استئناف أشغاله لدراسة بعض القضايا التنظيمية ، دون التطرق لـ “القضية” !!!…..

ورحم الله شاعر الحمراء محمد بن ابراهيم الذي أنشدَ في حَقّ المطعم البلدي بطنجة قصيدته الرائعة التي يقول في مقدمتها :

إذا كان في كل أرض ما تُشانُ به = فإن طنجةَ فيها المطعمُ البلـــدي
أخلاق سكــانها كالمسك في أرج = بعكس أخلاق رب المطعم البلــدي !

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر