إصدار جديد يزكي النضال والمقاومة لدى آل الأربعين
جريدة طنجة – م. إ ( )
صدرت، مؤخرا، وبعد طول انتظار، موسوعة الحركة الوطنية للمقاومة وجيش التحرير، تحت عنوان:” أعلام المقاومة والفداء ” من تأليف وإعداد ونشر المندوبية السامية، تحت الإشراف العام للدكتور مصطفى الكتيري، ورئيس لجنتها الاستشارية المرحوم محمد أجار، الهرم المعروف ب:”بونعيلات”، أحد أبرز قادة جيش التحرير، حيث جاءت هذه الموسوعة لتجمع شتات ما كان متناثرا في مختلف الكتابات والدراسات، ولتدون كذلك مختلف الشهادات وتفتح باب البحث والتنقيب في الفضاءات التي لازالت مغمورة في مسلسل النضال الوطني والتحرير، للوقوف على شرائح من أبناء هذا الوطن الذين استبسلوا كثيرا، وقدموا البطولات العظام والتضحيات الجسام، مع نكران ذواتهم، دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
ومن بين هؤلاء، ومن خلال الصفحات 48_ 49_ 50 من الإصدار الجديد، نجد السيرة الذاتية المختصرة للمقاوم ومؤسس الثورة المباركة بمثلث الموت، تحديدا بتيزي وسلي، المكان الذي انطلقت منه الشرارة الأولى ضد المحتل، ليلة الفاتح أكتوبر سنة 1955، والمناضل في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، منذ تأسيسه، إنه المرحوم الحاج محمد أربعي أموزيغ العرقوبي المنصوري الجزنايي الذي ضحى بشبابه وكهولته، دفاعا عن الوطن والحرية والكرامة، حيث تعرض للعديد من الاعتقالات التعسفية وأبشع طرق التعذيب والتنكيل في السجون والمعتقلات السرية، إلى حد فقدانه لعينه اليمنى.كما يحسب له تشكيله خلايا للمقاومة المسلحة التي أصبحت بعد ذلك النواة الأولى لجيش التحرر في شمال المغرب، إذ شارك في جميع المعارك ضد الاستعمار الاسباني، وأشهرها معركة “الذئاب” (إغزار نووشن) ومعركة “أزحاف” ومعركة “إمعروفن” وهي المعركة التي استشهد فيها شقيقه.
وفي بداية العشرينات من القرن الماضي، كان المرحوم الحاج محمد أربعي من المجاهدين الأوائل الذين التحقوا بالزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي، قائد الحرب التحريرية الثانية.
الإصدار الجديد، الصادر عن مؤسسة رسمية، محافظة على الذاكرة الوطنية، جاء ليرد على كل من يشكك، من بعض رجال الإعلام وبعض المثقفين الجدد في مصداقية الكتاب، الصادر حديثا كذلك تحت عنوان :” آلِ الأربعين زمن الكفاح المسلح والنضال السياسي”، وفي نفس الوقت سيعزز الإصدار الجديد للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير الموقف المشرف الذي عبرت عنه بعض المنابر الإعلامية الجادة، وهي تعطي لكل ذي حق حقه، وإن كانت لها بعض التحفظات، إزاء تصرفات أفراد قلائل من عائلة الأربعين الكبيرة والعريقة، بسبب ارتباطهم بالأنشطة السياسية والمالية التي ربما تكون قد شكلت صورة سلبية لدى بعض من الناس.لكن الحقيقة التي لايمكن تغطيتها بالغربال، أحب من أحب، وكره من كره، هي أن العائلة ذاتها تزخر كذلك بمقاومين وأبطال، صنعوا تاريخ الكفاح المسلح ضد المستعمر، ذودا عن الوطن، ولعل الإصدار الجديد للمندوبية السامية شاهد على عصر هؤلاء !
بعض من المراجع والمصادر:
_ رواية شفوية لعبد السلام أربعي ابن المقاوم محمد أربعي تم التقاطها أيام 11 أكتوبر و8 نونبر 2015 و14 يناير 2016.
محمد بن عمر بن علي العزوزي ” حقائق تاريخية عن تأسيس جيش التحرير بقبيلة أكزناية_ مجلة المقاومة وجيش التحرير العدد 12 سنة 1985…