أحاديث في ما جرى مع عبد الرحمان اليوسفي
جريدة طنجة
1– أعرف أن لديك قصة طريفة مع قراءة أول جريدة في حياتك، هلا رويتها لنا؟
نعم، إنها حادثة طريفة بالفعل، لكنها كانت أيضا حافزا مهما لي في مشواري الدراسي والمهني بحيث أدركت حينها بأن القراءة أو المطالعة عموما، هي السبيل الوحيد لفهم واستيعاب ما أقرأ دون الخلط بين المفاهيم والمعاني كما حصل لي مع والدي عندما أراد اختبار معلوماتي ومدى فهمي واستعابي لما أقرأ وذلك بمناسبة حصولي على شهادة الابتدائية حيث طلب مني آنذاك قراءة إحدى الصحف، لكنني لم أوفق في الجواب وترجمت له العنوان الذي كان يفيد بأنه “قام الجنرال فرانكو…” إلى “قام الجنرال الفرنسي…” وبعد ذلك الموقف الحرج والمهين أصبحت مهووسا بالقراءة، الجرائد على وجه الخصوص.
2 – لماذا الجرائد على وجه الخصوص؟
لأنه وبفضل عمل أخي مصطفى بالمطبعة، أتيحت لنا جميعا في المنزل إمكانية الاطلاع على الجرائد والمجلات من مختلف اللغات. ومنذ ذلك الوقت ترسخت لدي عادة الاطلاع على الجرائد، بحيث أصبحت غرفتي مستودعا للعديد من الصحف والمنشورات على رأسهم جريدة “la dépêche marocaine” الفرنسية.
3- كيف جاءت فكرة كتابة مذكرات “أحاديث في ما جرى”؟
في الحقيقة هي فكرة الصديق امبارك بودرقة الذي كان مقتنعا بأنني أحد الشهود المهميين لمرحلة طويلة بصمت التاريخ المغربي الراهن، ولعل حواراتنا المطولة حول بعض القضايا كانت تثير فيه حماسة إخراج هذه المذكرات ومشاركتها مع المؤرخين والباحثين ولعلي بذلك ساهمت ولو بالقليل في إثراء المكتبة الوطنية بتاريخ ما شاهدته بلادنا من أحداث جسام بعد الاستقلال.
4- هل لك أن تطلعنا على مضمون هذه المذكرات؟
هو بعض من خلاصات تجربتي السياسية التي شاء القدر أن أكون طرفا فيها من مواقع متعددة سواء في زمن مقاومة الاستعمار أو في مرحلة البناء بعد الاستقلال وسواء كذلك من موقع المعارضة أو المشاركة في الحكومة. وأعتقد أن ما كتب يشكل جزءا من إرث مغربي غني نعتز أننا جميعا نمتلكه عنوانا لثورة حضارية صنعتها أجيال مغربية متلاحقة أو لنقل متناوبة.