صوتك فرصتهم لمراكمة الامتيازات!..
جريدة طنجة ـ محمد العمراني
تتذكرون الانتخابات البرلمانية التي شهدتها بلادنا يوم 25 نونبر 201، التي جاءت في سياق مغربي خاص مطبوع بدستور 2011 وحراك 20 فبراير، حينها انقض حزب العدالة والتنمية على مطالب الشعب المغربي بإنجاز الإصلاحات الدستورية والسياسية، ومحاربة الفساد والتحكم، وخاض حملة انتخابية تحت شعار “صوتك فرصتك لمحاربة الفساد و الاستبداد”، انتهت بتحقيق اكتساح انتخابي، مستفيدا آنذاك من عذريته السياسية، باعتباره الحزب الذي لم يسبق له أن تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام..
طبعا كانت آمال عريضة معقودة على هذا الحزب، خاصة وأن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عرف جيدا كيف يسوق خطابا شعبويا يدغدغ العواطف، لدرجة أن الرجل أقنع المغاربة بالتغاضي عن قرارات كارثية ضربت في الصميم قدرتهم الشرائية، لأنه كانت ثقتهم كبيرة في قدرة بنكيران على محاربة الفساد والريع!..
اليوم وبعد أن منح المغاربة ولاية ثانية لحزب العدالة والتنمية، حتى من دون أن يلمسوا أي تغيير إيجابي على حياتهم اليومية، بل إن وضعيتهم ازدادت تقهقرا، من حقنا أن نتساءل عن مآل شعار الفساد الذي كان يرفعه حزب المصباح؟!..
لن نتعب كثيرا لإثبات زيف شعار محاربة الريع، ففريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب يجد نفسه هاته الأيام في قلب فضيحة من العيار الثقيل، كشفت بالدليل الملموس قدرة هذا الحزب العجيبة في الانقلاب على مواقفه من النقيض الى النقيض، ودون أدنى إحساس بالذنب..
ننذكر جميعا كيف تبورد برلمانيو حزب المصباح، قبل عدة أشهر، حينما أعلنوا رفضهم إصلاح نظام التقاعد الخاص بأعضاء مجلس النواب، الذي وصل الى الافلاس، وتوقف عن دفع رواتب تقاعد البرلمانيين، معتبرين ذلك ريعا يجب القطع معه، حتى ان الادريسي الازمي رئيس فريق البيجيدي أحال يوم 17 من يناير 2018 على رئيس مجلس النواب، يحدد فيها معالم وشروط تصفية نظام المعاشات، وأصدر حينها بلاغ يؤكد فيه أن هذا الإجراء جاء بعد استنفاذ إمكانية إيجاد حل لهاته المعظلة على أساس عدم اللجوء إلى ميزانية الدولة لسد عجزه المتفاقم.
لكن لم تمض إلا أشهر معدودة على هاته للتبوريدة، وفي فضيحة بجلاجل، أحال يوم 12 من شهر يونيو ، رئيس فريق العدالة والتنمية، إلى جانب رؤساء فرق أخرى، على رئيس مجلس النواب مقترح قانون يتعلق بنظام معاشات البرلمانيين، يقضي بالابقاء على نظام تقاعد البرلمانيين، مع رفع سن التقاعد الى 65، والزيادة في الاقتطاعات مع إعفاء راتب التقاعد من الضريبة على الدخل!!.
هذا الانقلاب المفاجى في موقف حزب المصباح ب 180 درجة، كشف حقيقة هذا الحزب، والتي أكدت بالدليل الملموس أن محاربة الريع ليس إلا شعارا يرفع عند اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية، و موجه فقط للاستهلاك الاعلامي!.
وأمام هاته الفضيحة بات على السي الازمي الذي يتغنى بشعار محاربة الريع ان يخرج عن صمته ويكشف للرأي العام هذا التناقض الصارخ في موقف حزبه، إذ كيف كان إلى عهد قريب يقول بأنه هذا الملف استنفذ إمكانية التوصل إلى حل متوافق عليه، ثم يأتي اليوم بكل برودة ويتراجع عن موقفه السابق.
هذا الانقلاب المفاجئ في المواقف من النقيض إلى النقيض، يؤكد لمن لازال ينتابه الشك أن هذا هو الأصل في سلوك وخطاب إخوة بنكيران، إذ يكفي للمواطن أن يتسعيد ذاكرته أيام كان قادة حزب العدالة والتنمية يجوبون البلاد طولا وعرضا، رافعين شعار “صوتك فرصتك لمحاربة الفساد”، وليقارن اليوم كيف انتهى هذا الحزب بعد 7 سنوات من رئاسة الحكومة؟!!!..