كم عدد المجانين بالمغرب ؟ ما أسباب الأمراض العقلية ؟ ولماذا أغلب المجانين رجالا وليس نساء ؟

جريدة طنجة ـ زهراء بن سليمان

يعيش نصف المغاربة تحت سقف الضغوطات النفسية وقسوة الواقع المغربي مما يدفعهم إلى استعمال الأدوية المضادة للاكتئاب، التي تعرف ارتفاعا خياليا يصل إلى 50 في المائة، نتيجة الفقر والتهميش .
فنحن نعلم أن صفوف الرجال تعرف مسؤولية وعبئا أكثر من صفوف النساء، كما هو ثابت علميا أن عقل الرجل يختلف عن عقل المرأة، حيث يرتبط عقل الرجل من الأمام إلى الخلف، بينما يرتبط عقل المرأة من كلا الجانبين، وهذا ما يفسر اختلاف الاستجابة للعوامل والمؤثرات الخارجية لديهما. و يجعل المرء يتعرض لصدمة عقلية أو تلف في المخ. مع هذا، فالجسم والعقل يصابان في نفس الوقت بالمرض، بعد أن يغلب أمره ويعبئ من الحياة في مجتمع لا يعرف سوى الإقصاء والفشل والإحباط.
إن المغرب يضم 27 مؤسسة حكومية لمعالجة المصابين بالأمراض العقلية، وتعتبر غير كافية نظرا لتزايد حالات الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية، كما أن هذه المؤسسات تفتقر لمقومات المعالجة، مما يدفع بالعديد من الأسر إلى الزج بمرضاهم في ضريح ‘بويا عمر’ ، الذي قام وزير الصحة الحسن الوردي بإفراغه، حيث نتج عن هذا القرار فرار المرضى إلى الشارع. وهذا ما يجعل نسبة الرجال المصابين بالأمراض العقلية أكثر في الشوارع، رغم أنه لا توجد إحصائيات أو أرقام تثبت ذلك، لكن تبقى نسبة مرتفعة من خلال ما نراه من معتوهين في شوارع المدينة.
فقد أصبحت الشوارع المغربية حضنا لعدد كبير من المختلين الذين يتجولون فيها بكل حرية، ويفعلون ما لا يستطيعون فعله داخل المؤسسات الاستشفائية للأمراض العقلية، التي فاضت بالمرضى، فقررت إطلاق سراح عدد منهم لاختلاطهم مع شبه العقلاء في الشوارع. سميت المواطنين “شبه عقلاء” لأنهم أصبحوا في طريق الجنون بسبب ضعف جهاز الدولة، وفشل المسؤولين في القيام بواجباتهم نحو مجتمع لا يطلب سوى تحقيق حلمه، ولا يريد سوى منحه بضع حقوق من حقوقه، كحق الشغل والسكن اللائق والكرامة.
وتبقى الأسباب وراء التجاء المختلين للشارع، عديدة ومختلفة ، وحسب استطلاع أجريته مع الناس في الشارع، بهدف إبداء رأيهم حول سبب تواجد أغلب المجانين الرجال في الشوارع . فهناك من يرى أن السبب يكمن في تخلف المجتمع، والتجائه للشعوذة والسحر، بالأخص النساء لأن الله تعالى خلق فيهن فطرة حب التملك، ومن يرى أن الرجل عليه عبء ومسؤولية كبيرة في مواجهة المجتمع، ونظرا لقسوة المحيط الذي نعيش فيه، حيث يتعرض لصدمات عصبية أكثر من المرأة مما يجعله معرضا للجنون. كما أن الرجال يشتغلون بعقولهم أكثر في جميع الأمور، وبالتالي يكون التأثير الرجعي على عقولهم، أما النساء فيشتغلن ويفكرن بقلوبهن أكثر، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الانتحار مرتفعة في صفوف النساء، وارتفاع نسبة فقدان العقل في صفوف الرجال.
في حين أبدى مواطن رأيه قائلا : “يرمي الشباب بأنفسهم إلى التهلكة عن طريق إدمانهم الحشيش وتناول أقراص الهلوسة، جعلهم يفقدون التوازن والسيطرة على عقولهم فينتهي بهم المطاف في الشوارع، وهنا أحمل المسؤولية للدولة لأنني أعتبرها المساندة في ترويج المخدرات بأنواعها، لعدم تطبيقها للقانون، أو بالأحرى تأخذ المثل الشعبي “عين رأت وعين ما رأت” على محمل الجد”.
وفي الأخير، تواجد هذا الكم الهائل من المختلين في الشوارع وتجولهم بحرية، يشكل عائقا للأمن والاستقرار الاجتماعي، وهنا يطرح السؤال : ألا توجد إمكانيات في إنشاء مراكز ومؤسسات تستوعب هذا العدد من المختلين؟ فالأطباء وأطر الصحة يحملون المسؤولية للقطاعات الوزارية المعنية بالأمر، ووزارة الصحة تستنكر مسؤوليتها وتبرئ نفسها، ونحن صرنا لا نعرف مسؤولية من ؟

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر