حوار مع الفنان سعد التمسماني

جريدة طنجة

1- متى كانت البدايات الأولى لمشوارك الفني؟

لقد عاد بي هذا السؤال إلى ما يناهز أربعين سنة مضت، أتذكر فيها مجالستي شيخ المادحين و المسمعين بطنجة والدي سيدي محمد المهدي التمسماني رحمه الله. و أنا إذ ذاك في سن الخامسة من عمري، أراه ينتقي أسطوانة يستمع إليها في أدب و خشوع لتلاوة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله . و أنا بين ذراعيه إذا به يذرف دموعا ، سألته في دهشة و حيرة كبيرتين عن سبب بكائه ، فأجابني بعد نفس عميق – عندما تكبر يا بني ستعرف سر بكائي – و منذ ذلك الحين و أنا أرتقب رجوعه إلى البيت عشية كل يوم متلهفا متشوقا لسماع الأسطوانات التي كان يشغلها لكبار المقرئين و المنشدين المغاربة و المشارقة. إذ ذاك تفطن رحمه الله لموهبتي المبكرة، فكان يصطحبني كل يوم جمعة بعد صلاة العصر إلى رحاب الزاوية الكتانية حيث كان يترأس رحمه الله مجالس الذكر بها و يختتمها بوصلات مديحية و سماعية يحضرها ثلة من العلماء و الأدباء و عدد من المادحين و الفقراء من مختلف ربوع المملكة، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : الفقيه العلامة المحدث سيدي محمد البقالي رحمه الله و من المنشدين و الذاكرين عميد المديح و السماع بالمغرب الشيخ سيدي عبد اللطيف بنمنصور رحمه الله الذي كانت تربطه بوالدي صداقة و أخوة فكان لهما الفضل بعد الله عز وجل في إبراز موهبتي و شق طريق النجاح، و سيدي محمد السملالي و سيدي عبد السلام الشاوني و سيدي عبد المجيد بن سودة و سيدي مصطفى السعيدي وج محمد البراق و مولاي أحمد الإدريسي و ج أحمد المراكشي و سيدي عبد السلام بوخبزة العمراني و عبد الخالق حدادو.. و اللائحة طويلة منهم من انتقل إلى عفو الله و منهم ما زال بين ظهرانينا، أمد الله في عمرهم و نفعنا ببركاتهم، و كذلك زمرة من الشباب الوافدين من منطقة الشمال لتعلم أصول المديح و السماع، فكنت أنصت إليهم و أنا مستمتع ومنبهر بجمال أصواتهم و حسن أدائهم و بديع فنيتهم أشاركهم تارة الهيللة و الجلالة و تارة لازمتي البردة و الهمزية و هكذا دواليك، إلى أن أتيحت لي فرصة لإلقاء موال من طبع رمل الماية و عمري لم يتجاوز بعد الثماني سنوات.. إستحسن الجميع أدائي و شجعوني على الإستمرار. بعدها أخذت علم التجويد على يد الشيخين الجليلين سيدي عبد السلام الخياط و سيدي محمد الطيب حمدان ففزت بالجائزة الأولى في التجويد فئة الصغارسنة 1986 فكانت تلكم أولى البدايات. و من أبرزها اختياري ضمن منشدي الحضرة السلطانية و عمري لا يتجاوزآنذاك الستة عشرة سنة فكنت أصغر منشد بفضل الله و لم يتسن لأي منشد إلى يومنا هذا أن يتوج بهذا اللقب و الحمد لله.

2 – ما هي أبرز المشاركات التي شاركت فيها على المستوى الوطني والدولي؟

من أبرز مشاركاتي على المستوى الوطني و الدولي طوال ثلاثة عقود و نصف ستجدونها في هذه النبذة التعريفية:‪
- ‬ حاصل على الجائزة الأولى في تجويد القرآن الكريم من جمعية التوعية الإسلامية بطنجة سنة 1986‪
- ‬ حاصل على الجائزة الأولى في الإنشاد المنظمة من طرف جمعية أبي رقراق وذلك سنوات 1987- 1989-1991‪
- ‬ عضو نخبة المنشدين بالقصر الملكي العامر منذ سنة 1991‪
- ‬ أستاذ لمادة السماع بالأكاديمية الدولية للموسيقى بفاس سنة 2001‪
- ‬ أستاذ مادة التجويد و المديح بدول إفريقيا الغربية ما بين سنوات 1996 و 2004‪
- ‬ شارك في العديد من مهرجانات السماع والموسيقى الأندلسية و الصوفية في عدد من المدن المغربية منذ سنة 1986‪.
‬ـ مهرجان جرش الدولي 1999‪
- ‬شارك رفقة فرقته للموسيقى الصوفية والأندلسية في المهرجانات الأكثر شهرة في العالم في دول أروبا الغربية و دول المغرب العربي و إفريقيا الغربية و الشرق الأوسط‪
‬ـ مهرجان الموسيقى الروحية بفاس سنوات:1994، 2000، 2002، 2004، 2006، 2009، 2011، 2012 ،‪ 
2013‬ ،‪2016‬و 2017‪
- ‬مهرجان الثقافة الصوفية بفاس مابين سنوات 2010 و 2017‪
‬ـ مولديات طنجة سنوات : 2010 ،2011 و 2012‪.
‬ـ مهرجانات الديانات و الثقافات الثلاث و كذلك الليالي الصوفية بأروباالغربية ما بين سنوات 1997 و 2018‪.
- ‬حاليا يقوم بمهمة المدير الفني للعديد من المهرجانات الوطنية‪ :
- ‬مهرجان ترانيم القلب القدسية بطنجة 2010‪
- ‬مهرجان ماطا بالعرائش ما بين سنوات 2011 و 2016‪.
- ‬مهرجان المديح و السماع بأصيلة منذ الدورة الأولى سنة 2005 ‪
- ‬مهرجان ثقافات مغاربية بطنجة 2018‪

‬قام بإنجاز عدة تسجيلات‪: 
- ‬أنطولوجية البردة تحت إشراف ذ عبد اللطيف بنمنصور المنجز من طرف وزارة الثقافة سنة 2001‪
- ‬التراث الصوفي الأندلسي بالتعاون مع والده الشيخ محمد المهدي التمسماني سنة 1996‪
- ‬روائع الأغنية الأندلسية بتعاون مع الفنان عمر المتيوي سنة 1997‪
- ‬العود الأندلسي بتعاون مع الفنان عمر المتيوي سنة 1998‪
- ‬الغناء الصوفي الأندلسي سنة 2000‪
- ‬الموسيقى الأندلسية ( ابطايحي غريبة الحسين) بتعاون مع الاستاذ عمر المتيوي سنة 2008‪
- ‬روحنا القرآن 2017‪.
- ‬عدة تسجيلات لفائدة الإذاعة و التلفزة الوطنية و عدد من القنوات العربية و الدولية

3 – يعد الانشاد بالصيغة المغربية دخيلا على ثقافات دول العالم، في نظرك، كيف يمكن للنوبات والطبوع أن تجد طريقها للعالمية؟

في نـظري أن للعالمية مقاييس و معايير، وللإعلام فيها الحظ الأوفر، فهذا دورمشترك بيننا و بينكم كإعلاميين في إبراز مقومات تراثنا اللامادي وإخراجه للعالمية، ويبقى دورنا كفنانين و باحثين وأكاديميين مقاربة ميدانية للتعريف بهذا الموروث الثقافي الفريد من نوعه الغني بطبوعه و ألحانه.

4 – هل يعتبر المسمع فنانا موسيقيا يمكن أن يعزز موهبته بالتكوين أم يستوجب عليه الانتماء لزواية صوفية روحية؟

يمكن للمسمع أن يكون فنانا موسيقيا غير أن هذا الأخير لا يمكن أن يكون مسمعا إلا إذا سلك مسلك التجربة الروحية وتربى في أحضان طريقة صوفية و تتلمذ على شيوخ المديح و السماع فيكون ملازما لحلقات أذكارهم ،مستقيا من بحرأسرارهم، مستمدا من أنوارعلومهم، مراقبا لأحوالهم متأدبا في حضرتهم.. إذ ذاك يتحرر من نمطية التقليد إلى سماء الإبداع والتجديد ، و بهذا يجمع بين الأمرين ويحـظى بالحـظوتين . 

5 – كلمة أخيرة للجمهور

أشكرجمهوري الكريم وكل المتتبعين لأعمالي الفنية دعمهم و تشجيعهم و أغتنم هذه الفرصة لأبارك لهم و لقراء جريدة الصحراء المغربية و لطاقمها ، و لكل المسلمين هذاالشهر الكريم. كما أسأل الله العلي القديرأن يتقبل منا جميعا صلاتنا و صيامنا وقيامنا وأن يجعلني عند حسن ظنهم و في مستوى تطلعاتهم .

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر