إلياس العماري يشعل الحرائق في بيت المصباح بجهة طنجة
جريدة طنجة ـ محمد العمراني
لم يكن فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس جهة طنحة – تطوان – الحسيمة، يتصور ان يتحول اليوم الدراسي الذي عقده اليوم بمقر مجلس الجهة بطنجة، الى كابوس حقيقي بسبب إلياس العماري.
الكتابة الجهوية لحزب المصباح اتخذت جميع الترتيبات التنظيمية واللوجستيكية لكي يمر اليوم الدراسي مثلما تم التخطيط له، لكن حضور إلياس العماري المفاجئ وتناوله الكلمة في بداية الاشغال، واخذه صورة من المنصة بجانب الكاتب الجهوي لحزب المصباح نبيل الشليح، كانت كافية لإحداث زلزال داخل جسد حزب المصباح المتعب أصلا بفعل تداعيات إقصاء بنكيران من رئاسة الحكومة ومن قيادة الحزب.
ما إن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور الياس العماري وهو ” يترأس الاجتماع” حتى شبت الحرائق في بيت البيجيدي، لتنطلق القذائف الملتهبة من القيادات و الكوادر الوطنية للحزب منددة بهذا الحضور (أفتاتي، حمورو..)، و رافضة له، معتبرة إياه يضرب في صميم قناعات وتوجهات الحزب.
متتبعون لما يجري بمجلس الجهة منذ تشكيله في شتنبر 2015، يعتبرون حضور الياس العماري حدثا عاديا، حتى وإن كان قد حضر بمبادرة منه و من دون دعوة، فالعلاقة بين إلياس وفريق البيجيدي بالجهة كانت ولازالت سمنا على عسل، بدليل ان جميع القرارات التي اتخذها مجلس الجهة لم تكن لتمر من دون موافقة فريق العدالة والتنمية، وكم من قرار تم سحبه في المهد فقط بسبب فيتو المصباح، وهذا ما يفسر ان جميع الدورات كانت تتم فيها المصادقة بالإجماع على النقاط المطروحة للتداول، فيما تحولت الاغلبية المساندة لالياس إلى رقم إضافي غير مؤثر.
وعن السر الكامن وراء هاته العلاقة المميزة التي جمعت بين الياس وفريق العدالة والتنمية، احجمت مصادر متطابقة عن كشف خبايا الموضوع، ملمحة إلى أن الايام القادمة ستميط اللثام عن الكثير من الأسرار، واكتفت بتشبيه هاته العلاقة بمثيلتها التي سادت بين فؤاد العماري ومستشاري حزب المصباح بمجلس مدينة طنجة طيلة الثلاث سنوات الاخيرة من الفترة الانتدابية المنصرمة.
وأجمع المتتبعون، على ان حضور الياس العماري اليوم أشغال اليوم الدراسي لحزب المصباح، يؤكد ان الرجل يتقن جيدا إثارة الجدل حول تحركاته وتصريحاته، والدليل انه نجح من جهة في توجيه رسالة لمن يهمه الامر، مفادها انه أفلح في اختراق قلعة حزب بنكيران، ونجح من جهة ثانية في إلقاء كرة ملتهبة داخل بيت المصباح، ستزيد حتما من تأجيج الاحتقان وتعميق الخلاف بين تياراته المتصارعة.