محمد اليعقوبي المسؤول الناجح…
جريدة طنجة
منذ أن عيّن عاملا على عمالة المضيق الفنيدق، و محمد اليعقوبي يسدّ في المهام المنوطة إليه بكل مهنية و حرفية، ما جعل منه رجل دولة حقيقي بشهادة العديد ممن مر عليهم من مسؤولين و من مواطنين عاديين، ناعتين إياه بالمسؤول الناجح في مهماته.
و منذ أن عيّن واليا على جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، سنة 2015، قام اليعقوبي بإرسال إشارات واضحة لكل من يهمه الأمر، أن زمن التسيب و الفوضى قد ولى، و أن نمط العمل قد تغير فلا منتخبين ولا سياسيين ولا رجال أعمال لهم المصلحة في الإستمرار ببعض الممارسات التي كانت تسيئ لهذه الجهة، من اختلالات و اختلاسات و تهرب من أداء مستحقات الدولة و كل ما من شأنه أن يكون محط شبهة من أي نوع كانت، فكان إسمه على كل لسان، منهم من وصفه بالزلزال ومنه من وصفه بالحكيم، و كل حسب زعامته وتصوره.
كان و لا يزال قليل الكلام كثير الإستماع والتمعن، دخل في صراعات مع كبار رموز الفساد الذين كانو يتقوون عليه بالعلاقات المركزية حتى أن هناك من جند لوقفات إحتجاجية ضده وهناك من سخر لمنابر إعلامية قصد تمييع تحركاته، إلا أن الرجل لم يكن يبالي لكل ما يدبر في الكواليس ضده، وبعد مرور السنة الأولى على تعيينه بدأ بتطبيق ما تم التخطيط له فقد حاول أن يجعل من هذه الجهة جوهرة بكل ما تحمله من كلمة، لا في مجال البنيات التحتية ولا من ناحية جماليتها في مجال التصاميم والمساحات الخضراء، وفعلا جعل الزائر في كل مرة، يحس بتغيير كبير سواء بطنجة أو باقي مدن الجهة، فالرجل لم يحضى فقط بثقة المواطنين، بل أيضا بثقة أعلى سلطة في البلاد، جراء عمله الجاد والمسؤول الذي برهن عنه من خلال المهمات التي قام بها.
عندما فرض والي الجهة أسلوب اشتغاله على باقي مسؤولي المدينة و منتخبيها، بدأ الصراع، في مجال السياسة والمال والسلطة حيث سبق له وأن اصطدم مع مع بعض المنتخبين، لأن طريقة اشتغاله كشفت عن فساد كبير في مجال العقار و مجالات أخرى، وعن لوبي يتحكم في كل شيء، فبدأت عيون الفساد تراقب تحركات الوالي اليعقوبي، وكأول خطوة لهم من خلال كتلة من المنتخبين المتحكمين في عالم السياسة عمدوا إلى استغلال الحراك الريفي بمدينة الحسيمة، خصوصا وأن ساكنة الحسيمة كانت تخرج في مسيرات تطالب بالعيش الكريم والصحة والعدالة الإجتماعية ولا جهة سياسية تدخلت في موضوعهم، بما في منتخبي الحسيمة، لأنهم كانو يعملون على إستغلال هذه الإحتجاجات ضده، لدرجة أن البعض منهم فتح مشاورات مع بعض النشطاء لأجل رفع شعار إرحل في وجه الوالي، كل هذا المعطيات والتطورات جعلت من الوالي مادة إعلامية دسمة وجعلت من إسمه حديث الساعة، وفجأة تحول الوالي اليعقوبي إلى عدو، حيث ذهب البعض للقول أن الوالي هو السبب الرئيس في ما يقع بالحسيمة، لكن تقاريره التي وصفت بالخطيرة وبأنها وضعت اليد على الداء وحرصت على التطرق للفساد والإهمال الذي طاب المنطقة وللفساد والتبذير ونهب للمال العام الذي بسببه غرقت الحسيمة ونواحيها رغم المشروع الملكي الذي أراد بعض السياسيين الركوب عليه، والذي كان جزء من هذا التقرير يحكي عن واقعه المر وعن المخططات التي أراد بعض السياسيين البارزين أن يجعلوا منه مكانا آمنا لرغباتهم ولنزواهتهم، التقرير الذي أخد طابعا سريا والذي عجل بسقوط أسماء وازنة في عالم السياسة بل وبمقربين من دواليب القرار مركزيا، وبعدها جاء خطاب الملك الذي قالها بصريح العبارة، مشيرا إلى ترك السلطات والمصالح الأمنية والقوات العمومية تواجه مصيرها مع هذه الإحتجاجات..في إشارة إلى الذين أرادوا أن يلعبوا بورقة الحسيمة مع الدولة.
و إلى الآن ماتزال هذه الجهات تشوش على عمل والي الجهة وعلى زيارته المستمرة لهذه المنطقة، وكأنها تريد أن تضع الوالي أمام إختيارين لا ثالت لهما..إما أن يخضع للوبي المتحكم في عالم العقار والسياسة وإما لا مكان له بالشمال بعد اليوم، كل هذه المعطيات وكل مايروج له من مغالطات تهدف بالأساس إلى ضرب مصداقية هذا الرجل وفي كل مناسبة وطنية إلا ويتم التطرق لإسمه وكأن الرجل أصبح مطلوبا أكثر من من باعوا الوهم للحسيمة وغيرها من مدن الشمال من رجال أعمال وسياسيين ومبيضي الأموال، حيث يتم التحدث عن روايات مفادها أحيانا إقالته وأحيانا تنقيله وأحيانا تأديبه، هي نفس الجهة التي ترى في بقائه تهديدا لمصالحها.
كل مواطن سوي، يشهد لمحمد اليعقوبي مشواره الجاد والمسؤول، و الذي من شأنه أن يعصف بهؤلاء الذين أصبحوا يهددون ليس الجهة فحسب بل الوطن برمته، و هذا ليس كلام الجريدة فقط، بل كلام العديد من ساكنة طنجة، التي عملنا على أخذ آرائها في هذا الشأن، و الذين أكدوا لنا، أن محمد اليعقوبي هو مكسب كبير لطنجة و للجهة، وأن ما لمسوه فيه منذ توليه هذا المنصب، يجعلهم يتمنون استمراره على رأس هذه الجهة و يتمنون له التوفيق و السداد لما فيه مصلحة الوطن.