التجنيد الإجباري يبقى الحل الأنسب لمساعدة هذا الجيل المنحرف من الشباب

جريدة طنجة ـ لمياء السلاوي


بعد أن تصاعدت أصوات شعبية خلال الخمس سنوات الأخيرة تطالب بعودة المغرب إلى نظام الخدمة العسكرية أو ما عرف بالتجنيد الإجباري، لأجل مواجهة مظاهر الإنحراف في المجتمع المغربي كانتشار السرقة والإعتداءات واعتراض سبيل المارة والتحرش الجنسي، إلى غير ذلك، تمت يوم الإثنين المنصرم المصادقة على قرار عودة التجنيد الإجباري، هذا القرار الذي أثلج صدر الشعب المغربي الذي لا زال يأمل في أجيال قادمة قادرة على حماية هذا الوطن و العيش باحترام و كرامة.

و يأتي التجنيد الاجباري في هذا الوقت بالذات، كعلاج لأمراض المجتمع، ووسيلة للإصلاح والتهذيب تقي شر جيل منحرف، لا يأبه بالقانون ولا الأعراف.

لماذا ألغى المغرب نظام التجنيد الإجباري؟

سنة 2006 صادق مجلس الحكومة على مشروع مرسوم بقانون يقضي بإنهاء العمل بالخدمة العسكرية الإجبارية وذلك طبقا لأوامر من الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة.
ونفت الحكومة آنذاك أن يكون للإلغاء علاقة بالمخاطر الإرهابية، حيث رجح مراقبون أن يكون اكتشاف تورط بعض المتجندين مع الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكيها سببا في اتخاذ هذا القرار.

وعكس التصريح الحكومي، فقد صرح في السابق، محمد شقير، الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية، أن وراء إلغاء التجنيد الإجباري هواجس أمنية وسياسية، وذلك بسبب استغلاله من بعض الخلايا المتطرفة التي قد تستعمل المجندين في عمليات تهدد أمن البلاد، و كان قد أوضح أن لجوء المغرب في منتصف الستينات إلى التجنيد الإجباري كانت وراءه هواجس سياسية، فالنظام آنذاك كان يواجه معارضة سياسية كبيرة، ورأى في هذا القرار حلا لاحتواء ومحاصرة العناصر الراديكالية، واستمر المغرب على هذا الحال إلى حدود بداية الألفية الثالثة، حيث كانت تقوم مصالح الدرك الملكي بتسجيل وإرسال المنقطعين عن الدراسة والذين بلغوا سن الرشد إلى الخدمة العسكرية، عبر إقامة مخيمات تدريبية كل صيف.

هل التجنيد الاجباري غاية تربوية أم أمنية ؟

متخصصون في علم النفس الإجتماعي، أبرزوا أن الغاية من العودة إلى نظام التجنيد الإجباري تربوية، فإن العلم يتفق معها لأنها ستكون أشخاصا قادرين على فهم المسافة الزمنية والمسافة التاريخية التي يعيشون فيها، واحترام التراتبية واحترام الوطن إلى جانب قيم أخرى كبرى، وبالتالي فإن هؤلاء الأشخاص حين تناط لهم مهام المسؤولية ترى فيهم النزاهة والأمانة، في حين أن الذين لم يخوضوا هذه التجربة يحتمل بنسبة كبيرة أن يكونوا خائنين ومرتشين وألا يحترموا القانون، لكن بالمقابل، يجب إعادة تأهيل الشق الإجتماعي في الجانب العسكري المغربي.

خلاصة القول، أن الخدمة العسكرية هدفها الأساس تأطير الشباب وتلقينهم مبادئ الوطنية وحب الوطن، والإعتماد على النفس والإستعداد للدفاع على حوزة المغرب، وتلقينهم السلوكات الإيجابية الواجب التحلي بها والأخلاق التي صار الشباب المغربي ينسلخ عنها بفعل انتشار العديد من الظواهر  التي تشكل خطرا على المجتمع، ما جعل عددا من المهتمين، يطالبون بعودة التجنيد الاجباري الذي ساهم في تكوين أجيال عديدة، في مغرب ما بعد الاستقلال.

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر