مقاطعة إمتحانات كلية الطب..
“حضرت أوراق الإمتحان، وغاب الممتحنون” هكذا بدا المشهد صباح اليوم الإثنين أمام باب كلية الطب والصيدلة بالرباط، حيث نفذ الطلبة وعيدهم بمقاطعة الإمتحانات، بطريقة تشبه “العصيان المدني” احتجاجا على عدم استجابة وزارتي التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي لمطالبهم.
الطلبة اختاروا عدم الذهاب إلى الكلية يوم الامتحان، مما جعلها خاوية على عروشها، ولم يحضر لاجتياز الامتحان سوى بضع عشرات من الطلبة العسكريين والأجانب من أصل حوالي 600 طالب يتابعون دراستهم بالكلية، في مشهد بدت معه الإجراءات الأمنية المتخذة، وحضور سيارات الإسعاف، ورجال المطافئ بدون جدوى.
عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب، قال إن مقاطعة الإمتحان بطريقة تلقائية من الطلبة تعبر عن مدى وعيهم ونضجهم، معتبرا أنهم وجهوا رسالة قوية للحكومة من أجل فتح حوار جاد للإستجابة لمطالبهم.
وأضاف” نسبة المقاطعة اليوم هي مائة في المائة، الطلبة لم يحضروا لقاعات الإمتحان، مما يفند ادعاءات وزيري الصحة، والتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بوجود محاولات لمنع الطلبة من اجتياز الإمتحان”، داعيا الوزارتين إلى فتح حوار جدي مع الطلبة والإستجابة لمطالبهم.
مقابل غياب الطلبة عن اجتياز الإمتحان، حضر عدد من الآباء أمام باب الكلية من أجل التعبير عن مساندتهم لأبنائهم، ورفع الآباء والأمهات لافتة كبيرة كتبوا عليها:”آباء وأمهات أطباء و صيادلة الغد، يرفضون اجتياز أبنائهم للإمتحانات بدون استكمال الدروس”.
في هذا الصدد، قال واحد من الآباء الذين حضروا صباح اليوم الإثنين أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط في حديث لموقع إخباري، إن “حضورنا اليوم يأتي من أجل دعم ومساندة أبنائنا في الدفاع عن مطالبهم العادلة والمشروعة”.
وأضاف “جئنا لندد بإجراء الإمتحانات في ظل هذه الظروف، خاصة أن الطلبة قاطعوا الدروس والتداريب الإستشفائية منذ عشرة أسابيع”، قبل أن يتساءل “ما الذي سيمتحن فيه هؤلاء الطلبة”؟، مضيفا “من العيب أن يتم فرض الإمتحان بهذه الطريقة”. واعتبر أن “المقاطعة الحضارية والسلمية التي نفذها الطلبة اليوم رسالة واضحة للمسؤولين يجب التعاطي معها بإيجابية، وإيجاد حل عاجل للأزمة”.
وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي و وزارة الصحة، قالتا في بلاغ مشترك لهما أمس الأحد “إنه بعد استنفاذ جميع سبل الحوار مع ممثلي الطلبة، تقرر إجراء امتحانات الدورة الربيعية، وفق البرمجة الزمنية التي صادقت عليها الهياكل الجامعية لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، إبتداء من يوم الإثنين 10 يونيو 2019.
وأضاف البلاغ “لقد عملت الوزارتان على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل ضمان حق جميع الطلبة في اجتيازها في أحسن الظروف كما أنهما لن تتوانيا في اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها ضد أي شخص يقوم بعرقلة السير العادي لهذه الامتحانات”.
وأشار البلاغ إلى أن الوزارتين التزمتا باتخاذ 14 اجراء من أجل الاستجابة لمطالب الطلبة. وتوقف البيان عند نقطتين مازالتا موضوع خلاف مع الطلبة.
في هذا الصدد، أوضح البلاغ أنه فيما يخص مباراة الأطباء المقيمين، فإن الوزارتان عملتا على تقديم الاقتراحات الآتية:
– التزام وزارة الصحة بالعمل على مواصلة الرفع من عدد المناصب المخصصة لمباراة الإقامة؛
– التزام وزارة الصحة بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بمراجعة المرسوم رقم 2.91.527 المتعلق بتنظيم المباراة الخاصة بالأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان المقيمين بما يضمن حقوق ومكتسبات طلبة كليات التكوين الطبي العمومي في ولوج تكوينات التخصص؛
– إحداث لجنة مكونة من مختلف المتدخلين بما فيهم ممثلي الأساتذة الباحثين والطلبة، تتولى مهمة دراسة الحيثيات المرتبطة بتعديل المرسوم رقم 2.91.527 السالف الذكر بما فيها دراسة إمكانية تحديد النسب ما لم يتعارض ذلك مع النصوص القانونية الجاري بها العمل؛
– حذف الشق المتعلق بمعدل النقاط المحصل عليها خلال سنوات التكوين السبعة من مكونات اختبارات المباراة. أما بخصوص تفعيل السنة السادسة من طب الأسنان، فقد تقرر إبرام شراكة مع الهيئة الوطنية لأطباء الأسنان وتوفير شروط تنفيذ مقتضيات دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لدبلوم دكتور في طب الأسنان بما فيها أرضية التداريب الاستشفائية الخاصة بالسنة السادسة وكذا تقديم مضمون متكامل للتداريب في إطار هذه السنة”.