د.نورالدين أشحشاح يكتب : في دوامة الممارسة السياسية

ما يجعل جزء من الحياة السياسية ببلادنا معضلة في نظري هو اتخاذها شكل دوامة حقيقية يمكن رسم بعض معالمها على الشكل التالي:
1- إن حال الأحزاب السياسية لا يمكن أن يجد طريقه الى الإصلاح دون انخراط المواطنين في الأحزاب، والاشتغال من داخلها، ومحاربة الظواهر السلبية داخلها؛
2- إن انتخاب المجالس التي نريد، او التي تناسب المعايير التي نريد، تتطلب انخراط المواطنين بالترشيح والتصويت، ولكن لأن خوض الانتخابات اثبت للكثير من الذين حاولوا ان لا جدوى من المحاولة، فإن العودة الى موقف العزوف بدا للكثيرين موقف العاقل النزيه النظيف؛
3- المواطنون يقاطع أغلبهم الانخراط في الأحزاب، وحتى الذين يبادرون الى الانخراط تحت تأثير جاذبية ما، يحبطهم العبث الذي يصادفهم داخل هذه المؤسسات الحزبية فيرجعون أعقابهم الى موقف المقاطعة؛ في انتظار ان ينصلح حال الأحزاب وحال المجالس وحال الانتخابات؛
4 – القلة المسيطرة على الأحزاب وعلى الانتخابات يناسبها كثيرا موقف العزوف، فكل انفتاح للأحزاب وكل اشتغال على توسيع قاعدة المنخرطين هو جلب لمنافسين جدد، وكل إشاعة للوعي السياسي، وكل توسيع للهيئة الناخبة هو مجهود إضافي، لا يجلب للمنتخب سوى الجهد والتكليف.
على هذا الأساس فهي دوامة حقيقية، لا يصلح فيها أن نلقي باللائمة على المواطن لكونه لا يبادر الى التصويت والى الانخراط في الأحزاب.
من جهة أخرى إذا كانت الأحزاب تتحمل مسؤولية في هذا الوضع، فهل ننتظر منها أن تصلح من أحوالها بشكل تلقائي؟
يجب التفكير بعمق في ما يجب القيام به، لأننا في دوامة حقيقية، كل طرف في العملية يحيلنا على طرف آخر بشكل لا متناهي، وفي شكل دوامة حقيقية.

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر