كثيرة هي المشاكل التي بدأت تطفو على السطح مع المجالس المنتخبة الجديدة، هذه المشاكل التي كنا نعتقد أن طنجة قطعت مع دابرها إبان تسيير المجلس الجماعي السابق، فإذا بعد استواء قاع المنتخبين على كراسيهم وانقشاع الوعود الانتخابية التي كانت تطلق بسخاء في الأحياء والدروب واللقاءات الحزبية عادت طنجة وللأسف بعد إعادة ترميمها لتتخبط في نفس المشاكل وبحدة أكثر وتخبط أكبر، فكيف يعقل أن المجلس الجماعي فكر في إنشاء حديقة للحيوانات في حين لم يستطع لحد الساعة إيجاد حل لظاهرة الكلاب الضالة بالمدينة العتيقة؟.
وهنا أتحدث عن حديقة الألعاب بحدائق المندوبية، هذه الأخيرة التي صارت فضاء للعراك بالأيدي بين الأمهات وترييش بعضهن حول أسبقية أبنائهن للتأرجح فوق الأرجوحة، بسبب ضيق الفضاء والإقبال الكثيف عليه، فضاء يتسع خرقه على رقعه، والحمد لله أن عض كلب سائحة إيطالية بنفس المكان لعل المجلس يتحرك لوقف خطرها وهراشها الذي لا ينتهي، دون طبعا قتلها شر قتلة كما كان يفعل الراحل بريك، هذه المشاكل سنعود إليها في أعمدة لاحقة.
ولكن دعنا نتحدث عن سان جوردي بعيدا عن نباح الكلاب وهو بالمناسبة عنوان رواية للروائي السعودي الكبير عبدو خال أنصح القراء بقراءتها فمن يكون سان جوردي؟ سان جوردي هو يوم احتفالي بالكتاب تقيمه مدينة برشلونة كل سنة وبالضبط يوم 23 أبريل، يحج إليه الإسبان من كل حدب وصوب، حيث تتحول شوارع برشلونة الرئيسية وأزقتها الفرعية إلى فضاءات لعرض الكتب الجديدة والمستعملة لبيعها، بشرط أن يباع كل كتاب مع وردة، وهو موعد مميز للقراء مع الكتاب في الهواء الطلق، حيث يتم توقيع آخر الإصدارات ومناقشتها والظفر بتوقيعها.
ومن بين المشاركين في احتفالية هذه السنة الروائية الإسبانية عاشقة طنجة ماريا دوينياس عن روايتها سييرا وهو الجزء الثاني من روايتها سيدة الفساتين والتي تدور أحداثها بطنجة، يبقى أجمل شيء خلال هذا اليوم هو تبادل الرسائل النصية بين الأطفال تهنئة بحلول يوم سان جوردي، تماما مثلما نتبادل نحن صور الأكباش يوم عيد الأضحى وهي معلقة من رجلها بعد ذبحها، كما تتزين واجهات المنازل بالورود الحمراء احتفاء بشهر الربيع..ربيع الكتاب شخصيا.
لم أكن أعرف شيئا عن هذا اليوم إلا بعد حديث جمعني هذا الأسبوع مع كاتبة إسبانية كانت تطمح بالبقاء أكثر في طنجة لكن موعد “سان جوردي” قطع عنها لذة اكتشاف مدينة طنجة البيضاء، متمنيتا بالعودة إلى طنجة مدينة الإبداع في موعد لاحق يشبه سان جرودي بنكهة طنجاوية، وهنا أتوجه بالسؤال إلى كتابة الضبط بولاية طنجة، عن مصير طلب تقدمت به لأكثر من شهر ونيف لإقامة النسخة الأولى من معرض القصبة للكتاب بساحة المشور قبل أكثر من شهر دون جدوى؟ بقيت الإشارة أن عدد النسخ التي بيعت في آخر احتفال بسان جوردي هو9 ملايين نسخة.