وليمة عمدة طنجة.. مدعوون ينشرون غزوات بطونهم على “فايسبوك”!

حسن الحداد

لا أحد يستطيع أن يصادر حق عمدة المدينة في تنظيم اللقاءات و الحفلات  الباذخة و يدعو لها من الضيوف ما يشاء خصوصا وان المعلومة شبه المؤكدة تقول بأن الحفل كان من ماله الخاص .  وعلى أساس أن اللقاء الذي جمع العمدة برهطه  كان ممولا من ماله الخاص ( اللهم لا حسد)  و الذي من خلال الصور و الفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبين أن الجمع  جمع معظم مكونات المجالس المنتخبة بطنجة مع بعض الغيابات القليلة و التي لنا فيها قراءة خاصة كغياب نائبه الأول على سبيل المثال لا الحصر.

ألا يوجد بينكم رجل حكيم! 

لا شك أن الظرفية التي يمر منها وطننا هي ظرفية حساسة و خطيرة للغاية بسبب موجة  ارتفاع الأسعار و ما خلفته من تداعيات خطيرة على القدرة الشرائية لمعظم  المواطنين  ناهيك عن رواسب  الوباء التي بدأت تطفو على السطح نتائجها السلبية ، و خصوصا على الأسر التي فقدت كليا مورد رزقها  ، وهناك إجماع على أن المغاربة بطبقاتهم المختلفة يعيشون وضعا ماليا اقل ما يمكن أن يقال عنه بأنه وضع كارثي و مزري وصل معه بعض الأسر إلى حد التشتت و الطلاق و حتى الانتحار ، و يتذكر الجميع جملة من النداءات التي اطلقها كثير من الحكماء و الاخيار و الفضلاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الى عدم نشر الصور و الفيديوهات المتعلقة بالموائد الخاصة بالافطار طيلة شهر رمضان ، وخصوصا تلك التي تدخل في خانة الإسراف وذلك إحتراما لمشاعر الناس الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم  ، كنا سنحترم هاذ ( العراطة)  اذا كان المدعوون تركوا الحفل في نطاقه المغلق و الخاص جدا ، غير انهم بمراهقتهم السياسية أبَوْ إلاّ أن يستفزوا مشاعر الناس باستعمالهم خاصية النقل المباشرة عبر صفحاتهم  الفيسبوكية وهم يوثقون لغزوات بطونهم التي التهمت بكل نهم ما طُرح أمامهم من الخيرات التي لا يراه حديثي النعم الا في التلفاز ، َو على ذكر حديثي النعم وصل إلى علمنا ان هناك فئة منهم حضرت دون أن تتوصل باي دعوة من صاحب الوليمة ، و الغريب في أمر بعضهم انهم يتحدثون عن الوليمة  كأنهم حققوا انجازا كبيرا في مسارهم السياسي و تدبيرهم للشأن العام ، حيث هناك من مجرد  مغادرته للقصر شرع في الاتصال باصدقائه من أجل التباهي بأنه اكل شيء غير مألوف ، بالنسبة له طبعا ، واعتبرَ هذا الأمر نقل نوعية في حياته ، وانا شخصيا اعتقد ان هذا النوع لن يدخل المرحاض لأيام عديدة كي يحافظ على هذا المكتسب لأطول مدة في بطنه
منتخبون يستفزون ساكنة المدينة.

صور و فيديوهات لمنتخبين وهم يتباهون بما لذ وطاب من المأكل و المشرب الباذخ في لقاء الإفطار المنظم من طرف عمدة المدينة ،  أعطت صورة قاتمة على نوعية المسؤول الذي يدبر شؤون المدينة الذي من المفروض فيه هو أول من يحترم و يلتزم بالضوابط الأخلاقية  ، خصوصا ونحن في الشهر الفاضل ، وهذا ما لم يلتزم به كثير منهم في تعارض تام مع اعرافنا و تقاليدنا . ولم يحركهم لا وازع ديني ولا أخلاقي ولا أي شيء من هذا القبيل .

لقاء العمدة الذي تحول إلى مادة دسمة للنقاش العمومي دفع  مجموعة من المهتمين لطرح كثير أسئلة ، من بين اهمها  القيمة المضافة التي يمكن أن يضيفها هكذا لقاء باذخ فيه من مظاهر الإسراف ما لا يعد و لا يحصي خصوصا بعد أن تعمد معظم الحضور على نشر الصور و الفيديوهات للاطباق المختلفة كما حضرته الصحافة المحلية من أجل نقل مجرياته الدقيقة ، وهنا أتساءل عن الرسالة التي أراد تمريرها صاحب الوليمة و رهطه.

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر