عائشة الشنا: ظاهرة كسرت طابو الأمهات العازبات بالمغرب

بقلم: سهيلة أضريف

عائشة الشنا أو “ماما عايشة” كما يطلق عليها غادرت إلى دار البقاء، بعد عمر أفنته كله في سبيل الدفاع عن حقوق الأمهات العازبات.

عائشة الشنا امرأة كباقي النساء، يعرفها ويقدرها الوسط المجتمعي وخاصة الأمهات العازبات، هذه المرأة التي استطاعت بفضل عزيمتها وإرادتها القوية كامرأة وبإمكانيات بسيطة أن تخلف وراءها أثارا طيبة ودفءا أموميا بعد عجز الأمومة الباردة، أو غيابها بالمرة كسند أساس في حياة الطفل.

لا يختلف اثنان، في أن تشريح الواقع المجتمعي مليء بإرث ثقيل يخص مجموعة من المشاكل التي تعرفها المرأة العازبة بصورة خاصة، أفرز بأن الراحلة “عائشة الشنا” استطاعت أن تقوم بأدوار كان من المفروض القيام بها من طرف مؤسسات لها ارتباط وثيق بالأمور ذات الصلة بالرعاية الاجتماعية، إذ نجد أن رَحِمَ الواقع حبل بالقضايا التي تتشكل من نساء عازبات وهن حوامل وأطفال متخلى عنهم، وقس على ذلك من الأمور ذات الأبعاد الاجتماعية التي تنخر المجتمع حيث يتم التخلي عنهن من طرف مجتمع كان هو السبب الأساس في وضعيتهن.

نعم هناك نسبة معينة من الخطأ الناتج إما عن قلة الوعي، أو عن ظاهرة الأمية أو الظروف الاجتماعية الصعبة، لكن ما العمل في مواجهة هذا الواقع الذي لا محيد عنه وما ذنب هؤلاء النسوة أو الأطفال، هذا ما استطاعت الإجابة عنه الراحلة عائشة الشنا من خلال الفعل وليس من خلال الخطابات الفارغة أو الأقوال التي يراد من محتواها الاستهلاك فقط.

“الظاهرة” كما يحلو للعديد تسمية عائشة الشنا، يستحيل أن تتكرر نسخة منها، من شخصيتها في مواجهة أعراف وتقاليد لا سند علمي أو شرعي لها، واجهت هذه السيدة العديد من الانتقادات خاصة من طرف من لا يقدم أي بديل أو حل لمشاكل يتخبط فيها المجتمع، نقد من أجل النقد، لكن الشنا وانطلاقا من تشبعها بأفكار صادقة مُنبعثة من روح طيبة ونوايا لها مصداقية، تحب الخير للأخر وخاصة الضعيف الهَش الذي يواجه مشاكل لا قبل له بحلها، هنا تدخلت المرحومة وحاولت قدر مستطاعها إيجاد حلول وإنقاذ أرواح، عالجت أموراً عجزت عن معالجتها مؤسسات، وكل من يدعي بأنه فاعل خير أو صاحب رسالة أو مشروع فكري، ماما عائشة بأفعالها وأفكارها يمكن أن نعتبرها بما لا يدع مجالا للشك صاحبة مشروع فكري مجتمعي؛ هدفها الأساس هو وضع حد لمشاكل قد تترتب عنها مصائب وجرائم لها انعكاسات خطيرة على المجتمع.

لقد كانت المترجلة على صهوة الحياة؛ بالنسبة للأمهات العازبات أو الأطفال المتخلى عنهم عبارة عن مِحراب يسكن إليه، وقِبلة يطُفن بها ويلجأُ إليها كل غصن ضعيف كسّره المجتمع بفعل هبوبه العاتية، الراحلة عائشة كانت بمثابة الصدر الحنون لهؤلاء، بعدما طردهن المجتمع من رحمته.

فقدان عائشة الشنا المؤسسة الفعلية للتضامن مع الضحايا من القوارير من النساء العازبات وضحايا الاغتصاب لخسارة، إذ كانت طيلة حياتها بمثابة السند القوي لهن والداعم النفسي والقانوني عبر تزويدهن بالثقة بالنفس ومحاولة جعلهن يندمجن في الوسط المجتمعي بعدما تعرضن للانكسار والنبذ من طرف مجتمع مكشر عن أنيابه، لا يرحم ضعيفا، ولا عزيز قوم ذل

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر