حال المقابر بالمغرب…. إهمال و اكتظاظ و سلوكيات منحرفة
إن كانوا لا يبالون بنا في حياتنا.. فكيف سيتعاملون مع جثثنا ؟؟؟
“مقابر المسلمين بالمغرب ليست بخير”، واقع يُجمع عليه الكثيرون في البلاد، سواء السلطات الوصية، ممثلة في وزارة الداخلية، أو الجمعيات النشيطة في هذا المجال، وأيضا المواطنون الذين يتذمرون من أوضاع المقابر في مختلف مدن المملكة، حيث تعاني من الاكتظاظ وقلة العدد والإهمال وتفشي سلوكيات منحرفة.
وضعية المقابر دخلت إلى قبة البرلمان المغربي أكثر من مرة، حيث انتقد نواب من أحزاب الأغلبية والمعارضة، الحالة التي توجد عليها العديد من المقابر، حتى الشهيرة منها، من قبيل مقبرة “الشهداء” وسط العاصمة الرباط، والتي تضم رفات الكثير من الشخصيات الرفيعة في مجالات السياسة والثقافة والفكر.
وصبت الانتقادات الموجهة إلى وضعية المقابر في المغرب على محورين رئيسيين، الأول يتعلق بالاكتظاظ الشديد الذي تعاني منه المقابر، بسبب قلة عددها وعدم توفر مساحات إضافية لدفن موتى المسلمين، والثاني تحول هذه المقابر إلى مكان للمشردين ومروجي الممنوعات و الدجالين هربا من أعين السلطات والمتلصصين.
وزارة الداخلية تقر بدورها في مشكلة المقابر في البلاد، والناجمة عن توفر زهاء 1250 مقبرة في مدن المملكة، أكثرها مقابر غير مجهزة بالشكل اللائق لاستقبال الموتى، لكنها كانت قد عرضت حلا ماديا يتمثل في تمويل 50 بالمائة من الغلاف المالي الذي يتيح إصلاح المقابر.
مؤسسة رسمية أخرى دقّت ناقوس الخطر بشأن أوضاع المقابر في المملكة، وهي المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي يعنى برصد تطور حقوق الإنسان في البلاد، حيث دعا في تقرير سابق إلى ضرورة التوفر على “مقابر تؤثث المشهد العام داخل البوادي والمدن، في إطار استراتيجية محكمة ومتكاملة لإعداد التراب وتأثيث المجال.”
وتوقف المجلس ذاته عند “الحالة السيئة للمقابر، حيث يتم الدفن في معظمها، بدون نظام دقيق، كما أن العديد منها لا تتوفر على سجلات للدفن، ولا على نظام حراسة”، كما تعاني إهمالا كبيرا على جميع المستويات، حيث أضحت مرتعا للمتسكعين والمتسولين، ومجالا لرمي القمامة ونمو الأعشاب العشوائية”.
وفي الوقت الذي تعترف فيه وزارة الداخلية بوجود تقصير جماعي حيال صيانة وتجهيز مقابر جديدة، وتعتبر مؤسسات رسمية أن مقابر البلاد لا تتوفر على مستوى الاحترام الأدنى للأموات”، ظهرت جمعيات مدنية تدعو إلى مواكبة هذا الملف، والمطالبة بتوفير مقابر جديدة للموتى، وتحسين وضعية المقابر القديمة.
ونادت جمعية التكافل الاجتماعي والحفاظ على حرمة المقابر بردِّ الاعتبار إلى مقابر المسلمين بالمغرب، لكونها توجد في وضعية كارثية، بينما تدعو جمعيات أخرى محلية إلى القضاء على مشكلة الاكتظاظ في المقابر، بتوفير قطع أرضية مخصصة لإيواء رفات الموتى.
المقابر بالمغرب عموما تتعرض لاعتداءات وأفعال مجرّمة من طرف القانون المغربي، حيث تترتب عن انتهاك حقوق الميت عقوبات زجرية، سواء كان ذلك منصبا على جثثه، أو على قبره وكل ما يتعلق به”.
وهناك مجموعة من الصور والفيديوهات التي تكشف الحالة المزرية للعديد من المقابر في المغرب والتي أثارت استياء عارما في صفوف المواطنين والفعاليات المدنية”.
المساحات والأراضي المخصصة للمقابر باتت تتقلص يوما بعد يوم، إلى جانب كون بعض المقابر تحولت إلى مطارح للنفايات، مما يؤدي إلى تحللها بفعل الحرارة وانبعاث روائح كريهة تضر بصحة الوافدين لزيارة المقابر”.
و ماهو مطلوب و بشدة هو إحداث هيئة عليا لحماية المقابر على غرار الهيئة الوطنية للوقاية من الرشوة، مع تعيين شرطة المقابر لحماية المقبرة والقيام بدوريات منتظمة لتفادي العبث بجثث الأموات، وحمايتها من الأفعال الشنيعة التي تتعرض لها.
وبخصوص مشكلة الإهمال، الذي أصاب المقابر، وتحولها إلى أوكار للمنحرفين والباحثين عن الممنوعات، وجب تخصيص حراس مؤهلون، بهدف حماية حرمة الموتى تماما مثل الأحياء، وأيضا تنظيف وصيانة هذه الأماكن من الدنس ومحاولات البعض العبث بجثث الموتى لأغراض السحر والشعوذة.
طنجة..
في طنجة الحال ليس بالمختلف مع باقي مقابر المغرب، مقبرة مرشان، مقبرة المجاهدين، مقبرة الكوفيد التي أحدثوها لدفن من ماتوا جراء الفيروس و مقابر أخرى حالها لا يسر أحد، و المسؤولون من المنتخبين و المعينين يرون و يسمعون و يدفنون ذويهم إنما بامتيازات طبعا أو في مقبرة الأغنياء*سيدي عمر* التي حالها يوحي لك أنك ببلد أجنبي يحترم الموتى و الأحياء، حيث إن مقبرة سيدي عمر بطنجة تباع القطعة التي سيتم فيها دفن الميت ابتداء من 2000 درهم إلى 10.000 درهم، هم طبعا قادرون على دفع هذا المبلغ عكس الساكنة العادية، و حتى إذا توفر لديك هذا المبلغ، عليك أن تبحث عن *المعارف* لكي يخصصوا لك القطعة مع المنظر الذي تريده، و هؤلاء المنتخبين خصوصا لم يستطع فيهم أحد أن يغير هذا المنكر.
حال مقابرنا كحال دنيانا للأسف، اذا لم نكن نكرم المواطن و هو حي،، فكيف نكرمه و هو ميت؟؟ ثم نقول أننا مسلمون نحترم حرمة الميت التي أمرنا الله و رسوله باحترامها.
فاللهم أكرم نزلنا يوم نفارق هذه الدنيا و لا يهم إن دفنونا في المجاري المائية القذرة لأن الجسد فان…
ل.س