بين مطالبتي بحقوقي، ودفاعي عن برائتي و إيقاني بقتل أبي… عزيز الشعيري الأندلسي.. النجل الأكبر للمرحوم أحمد الشعيري الأندلسي يتحدث: هذه قصتي..
الجزء الثاني
س: حدثنا عن أبيك المرحوم و علاقته مع زوجته الثالثة منذ لقائه بها لأول مرة؟…
ج: كل إبن يرى أباه شخصا مميزا وأبا مختلفا عن كل الآباء،،، وأبي كان بالفعل إنسانا مميزا، محبا للحياة و للناس، محبا لعائلته وأسرته الصغيرة و لعمله، عمله الذي تألق فيه يوم قرر أن يكون أول مستثمر مغربي في دولة البرازيل، أواخر ستينيات القرن الماضي،استثمر في مجالات عدة، وكان سفيرا للمغرب بالبرازيل كفاعل اقتصادي قوي، ذاع صيته هناك و قضى أكثر من عشر سنوات بين العمل و ممارسة الحياة الطبيعية، تزوج والدتي،وهي سيدة دنماركية، وعاشا معاً فترة دامت سنوات قبل أن يرتبط بسيدة أخرى إيطالية وأم لطفل صغير اختار أن يتبناه وأن يكون له بمثابة أب حقيقي، كما اعتبرته أنا أخا لي.. لكن،،حدث وأن سيطرت على تفكيره وحياته زوجتة ثالثة، وهي التي أتصارع معها اليوم في سبيل استرجاع حقوقي، إرث أبي الذي استولت عليه..
س: كيف حدث ذلك، ومن هي الزوجة الثالثة، وكيف ارتبط والدك بها؟
ج: في ثمانينيات القرن الماضي، عاد والدي إلى المغرب ليحقق حلمه بتأسيس مجموعة مدارس نموذجية، أطلق عليها إسم مجموعة مدارس الشمس، و التي كانت أول مؤسسة تعليمية خاصة تبنت نموذج التعليم الإنجليزي، وكانت صرحا تربويا وتعليميا كبيرا، كرس له من الوقت والمجهود الكثير والكثير، بالموازاة مع ذلك، عمل على توسيع مشاريعه بإنشاء شركة كبيرة سماها * سيرفان *، وهي شركة عقارية وتجارية أصبحت بعد مدة بسيطة من أهم الشركات بطنجة. إلى هنا كانت الأمور كلها على مايرام، ولم يكن والدي يفكر بالزواج نهائيا في تلك الفترة، إلا أنه وفي يوم من الأيام، وهو جالس مع صديق مقرب له أو بالأحرى ظنه كذلك، اقترح عليه أن يعرفه برجل، كان يشتغل آنذاك بسلك الأمن، ليفيده في قضاء بعض المصالح المتعلقة بعمله، ولم يدري حينها أن خطوة التعارف تلك لم تكن سوى فخ وقع فيه أبي، نجم عنها الوقوع في شباك من ستصبح زوجته الثالثة، وهي ابنة ذاك الشرطي التي كانت تمتهن التدريس بمدينة فاس، حيث لم تمض إلا فترة قصيرة حتى وجد أبي نفسه متورطا معها في علاقة رضائية انتهت بعرضها عليه كزوجة صالحة يكمل معها مشوار حياته، وقد تم ذلك بالفعل، تزوجها وجعل منها مسؤولة عن كل مشاريعه.. وهنا بدأت معاناته مع امرأة كان همها الوحيد الاستحواذ على كل ما بناه أبي من ثروة، خصوصا بعدما انجبت له طفلين جعلت منهما الوريثين الوحيدين لأحمد الشعيري الأندلسي، أبي**.
حدث كل هذا وأنا بعيد عن أبي، حيث عشت في كنف أمي بالدانمارك لسنوات قبل أن يقرر
جلبي للعيش معه بطنجة، وسط أسرة اعتقد رحمه الله أنها ستمنحني الدفئ والحب والعاطفة، وتعوضني على سنوات حرمت فيها من حنان أبوته..غير أن الرياح لم تجري كما اشتهت سفينة أبي، فبمجرد قدومي إلى طنجة، بدأت حكاية زوجة الأب مع الربيب الذي رأت فيه عدوا لها ولأطفالها الذين هم في الأصل إخوتي، وأشهد الله أنني أحببتهم كونهم من دمي ولحمي…
توقفنا عن الحديث للحظة، ليسترسل بعدها عزيز في الحديث ودموعه تملأ مقلتيه ** كانت زوجة أبي تختلق في كل فرصة سانحة مشاكل ومشادات مع أبي ومعي، اضطررت مع تكرارها على مر الأيام للعودة إلى الدانمارك، فقد تيقنت أنها لم تعد تحتمل وجودي معهم بالبيت ولا بطنجة ولا حتى بالمغرب. وللأسف، فربما لم تكن لتنجح في مخططاتها لولا مغادرتي لبيت أبي وتركه وحيدا في مواجهة حيلها. لقد وضعت صوب عينيها السيطرة على أملاكه لصالحها و لولديها في غفلة منه، مستغلة ثقته العمياء فيها كونها أم ولديه.
عشرون سنة وهي تخطط وترسم وتنفذ وأبي في سباة عميق، لم يستفق منه إلا ليكتشف أن الزوجة التي سلمها حياته وماله تحولت إلى امرأة طاغية؛ قاسية؛ مستبدة، وأن ثروته التي أفنى شبابه في بنائها في خطر حقيقي لما وقف عليه من اختلاسات و تلاعبات، ما دفعته إلى رفع دعوى قضائية ضدها بتهم النصب وخيانة الأمانة…، بل وعمد إلى طردها من بيت الزوجية ورفع دعوى الطلاق. هنا أحست الزوجة بخطر حقيقي يهددها، فقد صار كل ما خططت مكشوفا، وصارت قاب قوسين أو أدنى من السجن بسبب الملفات التي قدمت للقضاء، بل وصار مصيرها مرهونا بوجود أبي، بمعنى آخر، صار خلاصها في عدم وجوده! وقد مات أبي فعلا، ولكن…
س: عفوا على مقاطعتك، لكن، قبل أن تحدثنا عن وفاة والدك وما يشوبها من شكوك كما
تدعي، ما مآل المعركة القضائية التي خاضها أبوك ضد زوجته؟
ج: يتبع بالجزء الثالث بعد أسبوع من الآن..