الحكومة الإسبانية الجديدة..تحالف رسمي بين سانشيز و دياز
كشف بيدرو سانشيز زعيم حزب العمال الاشتراكي ورئيس الحكومة الاسبانية المؤقت عن توصله لاتفاق رسمي للتحالف مع نظيرته زعيمة حزب “سومار”، يولاندا دياز، لتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد، دون الشروط التي سبق لهذه الأخيرة أن حاولت فرضها بخصوص الصحراء المغربية، إذ أنها كانت تدعو إلى “حق تقرير المصير للشعب الصحراوي”.
ونقلا عن تقارير إسبانية، فإن رئيس الحكومة الاسباني والمؤقت وزعيمة حزب “سومار”، قد اتفاقا على مجموعة من القضايا الخاصة بتسهيل تشكيل الحكومة، خصوصا المرتبطة بالقضايا الخارجية، وأهمها مساندة أوكرانيا على حساب روسيا، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولة مستقلة، دون التطرق إلى موضوع الصحراء المغربية.
وحسب ما كشفه خبراء إسبان في المجال السياسي، فإن عدم تطرق الطرفان في اتفاقيتهم إلى موضوع الصحراء المغربية، راجع إلى نجاح سانشيز في إقناع دياز بالتخلي عن دعمها لجبهة “البوليساريو”، الانفصالية، تجنبا لأي ارتباك يمكن أن يكون مع المغرب مستقبلا.
وسبق أن أعلن سانشيز خلال فترة توليه رئاسة الحكومة السابقة عن دعم اسبانيا للمغرب في قضية الصحراء، عن طريق رسالة وجهها للملك محمد السادس في مارس 2022، اقتناعا منه أن أي تغيير لهذا الموقف سيسفر عن خلق أزمة بين مدريد والرباط.
وتوافق يولاندا دياز زعيمة حزب “سومار”، والرئيس المؤقت الحالي للحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز حسب الخبراء الاسبان، دليل على نجاحه في إقناع الأولى بتخليها عن دعمها لـ”البوليساريو”.
وبات سانشيز حسب وسائل إعلامية اسبانية رسمية قريبا من تشكيل حكومة جديدة يرتقب أن تستمر لولاية جديدة مدتها أربع سنوات، واتفاقه مع دياز يؤيد فرص ذلك، خصوصا وأنه حسم بصفة تقريبية أصوات الكتلة اليسارية بـ169 صوت، ولم يتبقى له سوى سبعة أصوات لتحقيق الأغلبية، وهي المتبقية لدى الأحزاب المطالبة بالاستقلال في إقليم الباسك وكتالونيا، وهو ما سيكون موضوع اجتماعات من أجل التفاوض.
واستطاع سانشيز تحقيق تقدم ملحوظ في إقناع مجموعة من الاحزاب السياسية التقاها للتصويت لصالحه في البرلمان خلال الجلسة المقبلة لتنصيبه رئيسا للحكومة، وذلك عقب فشل ألبيرتو نونييز فييخو رئيس الحزب الشعبي في ذلك في الجلستين السابقتين.
وأكدت الصحف الاسبانية أن “الائتلاف الكناري”، الذي صوت في الجلستين السابقتين لصالح فييخو، من المرتقب أن يقدم صوته خلال الجلسة المقبلة لسانشيز الذي يشغل حاليا منصب رئيس الحكومة.
وتولي سانشيز لرئاسة الحكومة الاسبانية مجددا فرصة مواتية لتوطيد العلاقات مع المغرب، خصوصا وأن العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت خلال الفترة الأخيرة تقدما ملحوظا، بعد إعلان مدريد موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء بدعم مبادرة الحكم الذاتي.
واستمرار سانشيز على رئاسة الحكومة الاسبانية سيساهم أيضا في تنفيذ اتفاقيات جديدة مبنية بالأساس على حسن علاقات الجوار والتنسيق والتعاون.