فضيحة…أفلام المثلية الجنسية تتألق في مهرجان طنجة
منح المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي يفتح باب قاعة التنافس للأفلام المحلية في أصناف متعددة، تأشيرة العبور لعدد من الأفلام التي جمعت بين الصنع المغربي والإنتاج الأجنبي، وتناولت علانية وبشكل صريح “المثلية الجنسية” التي تعد من المواضيع المحظورة والمحرمة في المغرب.
وقدم المهرجان الوطني جوائز رسمية لفيلمي “أزرق القفطان” الذي ينقل تفاصيل حسية ترمز لمجتمع الميم ويحاول إثارة تعاطف الجمهور مع حليم، الذي أجبر على قمع هويته الجنسية الحقيقية طوال سنوات، و”المحكور ماكيبكيش” الذي تطرق إلى “المثلية الجنسية” من زاوية استغلال حاجة الفئات الهشة في المجتمع عبر سليم الذي يدفعه الفقر والحاجة إلى ممارسة علاقة شاذة مع أجنبي قبل أن يكتسب ميولات جنسية مماثلة.
ونال الفيلمان استحسان لجنة تحكيم المهرجان التي تُوجت “أزرق القفطان” بجائزتي التركيب والتشخيص، ومنحت فيلم “المحكور ماكيبكيش” جائزة السيناريو وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل دور نسائي.
وبحسب الناقد السينمائي والصحافي المهتم بتاريخ السينما بالمغرب، أحمد سيجلماسي، فإن الأفلام الروائية الطويلة التي شاركت في المسابقة الخاصة بها في إطار أنشطة الدورة الـ23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة يمكن تصنيفها إلى صنفين، أفلام تم إنجازها بإمكانيات محلية بالأساس، وأخرى تم إنجازها بإمكانيات محلية وأجنبية.
ويضيف سيجلماسي في تصريح إعلامي أن الأفلام المنجزة بإنتاج محلي وأجنبي تحضر فيها بقوة التيمات المفضلة لدى الجهات الغربية المدعمة أو المساهمة في الإنتاج من قبيل الجنس (المثلية الجنسية) والدين (التطرف) والفقر (مظاهر البؤس الإجتماعي)، مبرزا أن “حضور هذه التيمات في أفلام “أزرق القفطان” لمريم التوزاني و”المحكور ما كيبكيش” لفيصل بوليفة و”عبدلينيو” لهشام عيوش، بشكل خاص، كان احترافيا ما دفعها للحصول على جوائز ضمن المهرجان”.
وعلل سيجلماسي حصول فيلم التوزاني على جائزتي المونتاج والدور الأول ذكورا الذي حصل عليه الممثل الفلسطيني صالح بكري، ونيل فيلم بوليفة جوائز لجنة التحكيم الخاصة والسيناريو والنقد وجائزة الدور الأول إناثا الذي حصلت عليه الممثلة المغربية غير المحترفة عائشة التباع، بالاحترافية والتمكن من طريقة تناول تيمة “المثلية الجنسية” في الفيلمين المتوجين، رغم كون هذه التيمة تدخل في باب الطابوهات عندنا، ولا يقترب منها إلا بعض المخرجين الذين ينعتون عادة بجرأة اختيار مواضيع دون غيرها.
ويرى سيجلماسي أن إبراز المثلية الجنسية في الأفلام المدعمة من الخارج تكون ربما إرضاء للعين الأجنبية أو التزاما بشروط الجهات الداعمة، مردفا: “على أية حال تقييمات أعضاء لجنتي التحكيم ركزت في الغالب على ما هو سينمائي في الأفلام بالأساس وليس على طبيعة تيماتها فحسب”.
أما الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، يرى أن المثلية الجنسية حينما تكون جزءا من النسيج العام للفيلم كما كانت في فيلم “المحكور مكيبكيش” فلا يمكن سوى الحكم على المستوى الفني العام للفيلم وليس من الناحية الأخلاقية، وفق تصريحه.