إسبانيا ترفض تجديد الإقامة لعدد كبير من الانفصاليين من بينهم”أميناتو حيدر”

رفضت السلطات الإسبانية تجديد تصاريح الإقامة لعدد من الناشطين الانفصاليين الصحراويين، القابعين بإسبانيا، من بينهم “أميناتو حيدر”.

ووفقا لتقارير إعلامية، فقد تلقت “حيدر” الرد النهائي المتمثل في رفض طلبها لتجديد الإقامة قبل أسبوعين فقط، مضيفة أن حيدر، التي كرست حياتها لدعم جبهة “البوليساريو” ومعاداتها للمغرب، تم إخطارها بأنها لم يعد مرحب بها في إسبانيا.

هذا وقد كانت حيدر قد استفادت من تصريح الإقامة لمدة 16 عاما، ولكن الآن أصبحت ممنوعة من الدخول إلى الأراضي الإسبانية. بحسب مصادرنا الخاصة.

وفي مقابل ذلك، قالت حيدر إنها “لم تحصل على تأشيرة سفر”، مما يعني أن إمكانية دخولها المغرب أيضا مرهونة بتلك التأشيرة، ولم تكن حيدر وحدها في هذا القرار، حيث تم حجب تأشيرات السفر عن عدد من النشطاء الانفصاليين الآخرين، مما أدى إلى إلغاء مشاركتهم في “المهرجان السينمائي FiSahara”، الذي اعتادوا على تنظيمه في إسبانيا.

ويشكل هذا الإجراء خطوة مهمة من قبل الحكومة الإسبانية، والتي يبدو أنها تتخذ إجراءات صارمة ضد النشطاء الذين يروجون للانفصال في المناطق المتنازع عليها، كما تتسائل الأوساط السياسية عن مدى تأثير هذا القرار على العلاقات بين إسبانيا والجبهة “بوليساريو”، وكيف ستتطور الأمور في الفترة القادمة.

ومن جهة أخرى، حلم “البوليساريو” الذي تحطم على صخرة، دفعها إلى قطع علاقاتها مع إسبانيا في وقت سابق، خصوصا بعد اعتراف حكومة بيدرو سانشيز، دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية التي تعتبرها حاليا “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”.

وفي سياق منفصل، وبالحديث عن تطور العلاقات الإسبانية المغربية، فقد أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أن المغرب يشكل “الأولوية الأولى للسياسة الخارجية الإسبانية، وتربطنا به بالفعل شراكة متميزة، شراكة مربحة لكلا الجانبين”، مضيفا أن “جميع التدابير التي اتخذناها معا تعود بالنفع على البلدين”.

وقال وزير الخارجية الإسباني إن “الشراكة بين البلدين تتجسد قبل كل شيء في الثقة التي نضعها في بعضنا البعض كشريكين إستراتيجيين تربطهما علاقات سياسية رفيعة المستوى وروابط إنسانية يتم نسجها أكثر فأكثر”.

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية أكد في الأيام القليلة الماضية على أهمية علاقات الصداقة التي تجمع بين بلاده والمملكة المغربية، خلال محادثة هاتفية جمعته برئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، وفق ما كشف عنه في منشور على حسابه الرسمي في موقع إكس، معبرا لأخنوش عن رغبة إسبانيا “في تعزيز جدول الأعمال الثنائي المتفق عليه واستكشاف الفرص الجديدة التي تتيحها هذه العلاقة المتجددة”.