تدريس الهيب هوب والبريكندس .. تهديد جديد يضرب المدرسة المغربية !
تدريس الهيب هوب والبريكندس .. تهديد جديد يضرب المدرسة المغربية !
أنفو طنجة
فاجئتنا وزارة التربية والتعليم خلال الأسبوع بمذكرة جديدة تهم تدريس “الهيب هوب” والبريكندس” موجهة لاساتذة التربية البدنية، وهو ما تفاعل معه الجمهور المغربي بنوع من الاستغراب والاستفهام خصوصا أن الوزير المعني لم يكن سوى رجل أعمال استبدل “غزل البنات” ب “المصاصة” والفقاس ب “البسكويت” خدمة لصيحات الرأسمالية التجارية .
ولعل الوزير وجد في “الهيب هوب” حلا لمشاكل العنف عبر جوابه من خلال البرلمان على حلول ظاهرة العنف المدرسي والتي قدم وصفته الجاهزة عبر الموسيقى والمسرح والسينما، وهذا الحقل كفيل حقيقة بإعادة الانضباط للمدرسة العمومية المغربية .. لكن كيف؟؟
هل يعلم وزير التعليم أن الموسيقى التي يراهن عليها لم تعد تنتج أساتذة جدد، وأن حكومة الاسلاميين أوقفت هذه المادة سنة 2013، علما انها أحدثت بقرار ملكي سنة 1993، ولم يعد بالموارد البشرية المدرسة لهذه المادة سوى مئات فقط، دون الحديث عن مدى جاهزية المؤسسات التعليمية وعقليات المدراء في استقبال المادة أو رفضها .
ألا يعلم وزير التعليم أن الرهان الحقيقي اليوم لدى حكومة أخنوش هو إعادة فتح شعبة التربية الموسيقية أمام الشباب المغربي الحاصل على الاجازة في هذه المادة من كلية علوم التربية وبذلك سيضمن تجديد الروح وعودة الجمال للمدرسة المغربية من مدخل مادة أثبتت أنها عماد تنشيط الحياة المدرسية .
وبالعودة لتدريس الهيب هوب والبريكندس، أقول لوزير التعليم أن الانفتاح على العالم أمر مهم، لكنه يصبح تهديدا حينما نصبح دون حصن لهويتنا الموسيقية والتراثية المحلية، وقد نبه جلالة الملك لهذا الخطأ سابقا في رسالة ملكية وجهها خلال الدورة 17 للجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو.
ويبقى السؤال ماذا قدمت وزارة للتعليم لتحصين الهوية الثقافية والتراثية للتلميذ المغربي قبل أن تقذف به في عوالم الانفتاح على الألوان والأنماط التعبيرية الغريبة؟ أليس المفروض أن تعمل الوزارة على وضع منهج وكتاب خاص حول تدريس الفنون والانماط الموسيقية المغربية المشكلة للهوية باختلاف مناطقها أولى من أن نتعلم حركات وقفزات لا تمثل لنا بصلة !
وختاما .. إن كان وزير التعليم له الحق في تبديل “غزل البنات” بالمصاصة ضمن مشاريعه التجارية الخاصة .. لكنه لا يحق أن يهدد المدرسة المغربية بما سيعقبه من ويلات الانفتاح دون
تحصين الهوية من خلال تدريس الهيب هوب والبريكدنس!