بعد ميناء طنجة ـ المتوسط والمخطط الملكي لـ “طنجة الكبرى” مدينة “محمد السادس طنجة ـ تيك” تخرج للوجود قريبا

جريدة طنجة – عزيز كنّوني ( مدينة “محمد السادس طنجة ـ تيك ) 

• من أفضال جلالة الملك على طنجة، مُبـادرات جـلالتهِ بـإحداثِ مينــاء طنجة المتوسط، وهو مشروعٌ ضخمٌ أعطى جَـلالـة الملك تعليمـــاتهِ بـإنجـــاز الدِّراسـات بشـأنـهِ في خطـاب 2002، ليكون مـرفَـأ دوليــًا مُرتبطـًا بمختلف مناطق العالم وعاملًا فاعلًا في المُبـادَلات الاقتصادية الدّولية ومساعدًا على تمكين أقاليم الشمال من تحقيق التنمية الشاملة.

وقد دخلَ الميناء مرحلة التشغيل خمس سنوات بعد ذلك، بـاستقبـال الأجيـال الحديثة من نـاقـلات الحـاويـات، وليشكل أرضية للأنشطة الدولية لإعادة الشحن، و بـوابـة المملكة على أنشطة الاستيـــراد والتصدير، ومواكبة اتفاقات التبـادُل الحُر والاتفـاقـــات التفضيلية الموقعة مع العديد من الشركـاء.

وفي شتنبر أشرفَ جـلالة الملك على إطلاق المُخَطّط المَلكـي لـ “طنجة الكبرى” ليكون نمـوذجـَا حَضَريـــًا غير مسبوق في المغرب وبالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وبفضلِ هذا المُخطَّط، أضحت مدينة طنجة التي تحتضن بنية مينائية وفق المعايير الدولية، ومناطق حرة للتجارة والصناعة ذات صيت عالمي، وتجهيزات أساسية حديثة، صلة وصل فعالة بين المغرب وإفريقيا وأوروبا بصفة خاصة، ووجهة اقتصادية مفضلة على الصعيد المغربي والقاري.

وبعد أن قطع برنـامـج المخطط الملكي مـراحـل هـامّـة من مشاريعهِ المُبرمجة، وأصبحت طنجة واحدة من العواصم الكبرى لمحيط الأبيض المتوسط، يطلب التقرب منها والتعامل مع مينـائها الضخـم، واتّضحَـت “عـالميتهـــا” في مجال المال والأعمال، هاهي طنجة تشهد ميلاد مدينة صناعية جديدة، “مدينة محمد السادس تيك” بشراكة مع جمهورية الصين الشعبية” عبر المجموعة الصينية “هايتي” العالمية.

مشروع هذه المدينة تَمَّ تقديمه إلى جلالة الملك، الإثنين المـاضي بقصر مرشـان بطنجة، خلال حفل تم خلاله أيضا التوقيع على بـروتوكــول الاتفاق بهذه المدينة الصناعية، التي ستتطلب استثمارا يفوق عشرة ملايير دولار.

وخلال هذا الحفل تمَّ الإعلان عن أن هذا المشروع، الذي تُشرف عليه جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، ومجموعـة البنك المغربي للتجارة الخارجية، بشراكة مع المجموعة الصينية ‘هايتي”، يجسد نموذجا للشراكة الصينية- المغربية، التي شكلت الزيارة الملكية للصين ، السنة الماضية، أحد محاورها الهامة، اعتبارا إلى أن جمهورية الصين الشعبية، طورت خبرة نوعية في مجال المدن الصناعية والمدن الذكية، على أساس إدماج المناطق الصناعية، التجارية والسكنية والخدمات العمومية والترفيهية المرتبطة بها، بكيفية متناغمة، مع تزويدها بالتكنولوجيات الأكثر تطورا وتلاؤما مع متطلبات الحياة العصرية.

وقد أكد الجانب الصيني، بهذه الناسبة، أن المغرب يعد من بين الوجهات الاقتصادية الهامة والمتقدمة التي تنفتح أمام الفاعلين الصينيين، اعتبارا لقوة وتنوع إمكانياته المتعددة.

والاستقرار السياسي والاجتماعي الذي ينعم به المغرب، وتوفر هذا البلد على اقتصاد نشيط ومنفتح على العالم ومندمج بكيفية جيدة في سلاسل القيم الدولية، الأمر الذي اثار انتباه رواد عالميين في قطاعات صناعية عالية، تتطلب الخبرة والجودة والتنافسية، ما جعل من المغرب فضاء مثاليا للتدخل بالنسبة للمستثمرين الصينيين الذين اختاروا مدينة طنجة، لموقعها الجغرافي المتميز في مفترق القارات على أقل من خمسة عشر كيلومترا من أوروبا وتوفر هذه المدينة المشهورة على بيئة تحتية صلبة وتجهيزات أساسية حديثة ومتينة وذات صيت عالمي، خاصة ميناء طنجة المتوسط والمناطق التجارية والصناعية الحرة المحيطة به.

مدينة محمد السادس طنجة ـ تيك سوف تشكل قطبا اقتصاديا عالميا، مدعوما بصناعات دقيقة عصرية يقيمها عدد من الشركات الصناعية الصينية، المختصة في صناعات السيارات والطيران وقطع غيار الطائرات والإلكترونيات والنسيج وصناعة الأليات وصناعات أخرى، منها صناعة تجهيزات الطاقات المتجددة لإنتاج التجهيزات الهيدرو كهربائية والحرارية والريحية والشمسية ، وتجهيزات النقل استجابة للطلب المتزايد على البنيات التحتية المتصلة بالطرق والسكك الحديدية بمجموع القارة الإفريقية ، وأعلن أن بإمكان هذه المدينة الجديدة المغربية الصينية إحداث مائة ألف منصب عمل قار ، يشغل العنصر المغربي منها تسعين ألفا

وستقام مدينة محمد السادس طنجة- تيك بمنطقة عين الدالية، على مساحة 2000 هكتار. قابلة للتمديد، لتكون مدينة دولية ذكية جديدة، تدمج المعطى الإيكولوجي، والسكن، والصناعة، وحيوية الابتكار. ومعلوم أن هذه المدينة كانت موضوع مذكرة تفاهم بين الممكلة المغربية ومجموعة “هيت” الصينية، تم التوقيع عليها خلال الزيارة الملكية الى الصين. ومن شأن هذا المشروع أن يدعم رؤية جلالة الملك فيما يخص التعاون الأفقي الإفريقي اعتبار إلى أن المشروع سوف يكون جسرا اقتصاديا على مستوى رفيع بين المغرب وإفريقيا بالدرجة الأولى.

واختتم حفل قصر مرشان الذي تميز بعرض شريط حول مراحل إنجاز هذا المشروع الضخم وتقديم مجسم لهذا المشروع، بالتوقيع على بروتوكول الاتفاق المتعلق بإحداث مدينة محمد السادس طنجة تيك، من طرف رئيس مجموعة “هايتي” الصينية، ووزير الداخلية،ووزير التجارة والصناعة ووزير الاقتصاد والمالية بالنيابة، ووالي جهة طنجة، ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة والرئيس المدير العام للبنك المغربي للتجارة الخارجية

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر