لما حَـلَّ الفنـان العالمي بابلو بيكاسو ضيفا على مدينة طنجة وضاعت إحدى لوحاته…

جريدة طنجة – رشيد امحجور ( بابلو بيكاسو ) 

لم يكن في اعتقادي للفنان بابلو بيكاسو من زيارة رسمية لإفريقيا أو للعالم العربي من قبل، في موسم 2006 ــ 2007 كان قد تقرر الإنتقال بمتحف الفن المعاصر إلى رواق الفن المعصر محمد الدريسي، و قررنا تدشين هذا الإنتقال بمعرض لخزفيات بيكاسو وبعض رسوماته بقلم الرصاص وأخرى لمجموعته للعبة الثيران بالمداد الصيني، فتهيأ الرواق الجديد بشيابيك حديدية في النوافذ والأبواب لم تكن لتعرف تواجدها لولا زيارة بيكاسو إلى طنجة…

ففي 12 أبريل من سنة 2007 حل ضيفا على مدينة طنجة، في معرض دام طوال شهرين في رواق الفن المعاصر محمد الدريسي، كانت على كل حال سابقة مغربية قل نظيرها، و كان عشاق الفن الحقيقيون يتوافدون على طنجة من كل أنحاء البلاد، و كان الأمر كان سرا للعديد من المولعين به في الجهة الشمالية، من الذين تخلفوا عن ذلك الموعد لأسباب ما، ربما لا تبرير لها و ربما نعم، لكن الأمر كان يتعلق ببيكاسو…!

مضت الأيام بسرعة، زار المعرض قليل جدا من الشخصيات السياسية و تخلفت عنه الأغلبية الساحقة، لم يكن الأمر كما نعرفه في المدن و العواصم العالمية التي تعرف تظاهرات فنية من هذا النوع، تلك التي يحج إليها جمهور من الأقاليم و الجهات البعيدة، و حتى من دول أجنبية لزيارة ومتابعة الحدث الفني، و لم يكن زائرنا إنسان أو فنان عادي، كان الشهير بابلو بيكاسو، الذي تملأ تحفه الفنية عشرات المتاحف موزعة بين إسبانيا و فرنسا و لدي العديد من عشاق الفن الأغنياء ومؤسسات ذات حضور دولي…

و مع بداية المعرض جاءني أحد حراس أمن المعرض ليخبرني بضياع اللوحة الأولى من ضمن ستة و عشرين لوحة لمجموعة لعبة الثيران المرسومة بالمداد الصيني، فقفزت من مكاني دون أن أشعر به و لا بضربة خشب المكتب في رجلي، وبسرعة البرق وجدت نفسي أمام مكان اللوحة الضائعة وربما المسروقة حتى أن لا أتهم فاعل خير محتمل في غيابه، تبلل جسدي بسائل عرق لم أراه أبدا وو قف شعري كما كنت أسمع عن و قوفه لدى غيري و أجد في العبارة مبالغة مفرطة، وصعدت أدراج البناية لأتأكد من اللوائح و من الكتاب المعد للمعرض و الذي يضم التحف المعروضة بما فيها مجموعة لعبة الثيران، و تأكدت من ضياعها، و استسلمت للأمر منتظرا ما لم يكن في الحسبان…

وبعد ذلك بلحظات جاءني الحارس المرحوم محمد الريفي ليخبرني بأن المجموعة كاملة، و أننا كنا قد تعمدنا إفراغ مكان في بداية المجموعة لترك مكان للوحة خاصة بنص يقدم المجموعة، مكنها هو الذي أحصاه خطأ حارس أمن المعرض، الذي كان له حق الخوف على تحفة فنية من الضياع، والذي دفعني لأحس بقيمة ضياع عمل فني من حجم تحفة للفنان بيكاسو و أهمية دخوله مدينة طنجة، وتذكر في هذه المناسبة العزيز الصديق محمد الريفي الذي كان خير رفيق و أحسن يد يمنى رافقتني في الكثير من مغامراتي الثقافية و الفنية في مدينة طنجة…..

 

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر