سعد الدين العثماني … الطَبيب المُنحدر من أعماق سُوس العالمة…

جريدة طنجة – مصطفى بديع السوسي ( سعد الدين العثماني) 

• ليس مطلوبًـا من العُثماني أن يحمل تركة سلفه.
ـ نتمنى أن نشهد مرحلة جديدة.. 

وكان ما يجب أن يكون.. وأن يحدث التغيير رغـم أنـه تغييراً مسطريـًا دستوريا طفيفا، إلا أنه كان كفيلًا بـإنهاء حالة الجمود التي عاشتها بلادنا شهوراً ليست بالهينة أمام متطلبات المرحلة وتحديات الظُروف التي تتسم بـالتصعيد و المناوشة و الاستفـزاز الذي تباشره شرذمة عصابات تتلقى دعما لا محدوداً من جارة يجمعنا بها كل شيء ما عدا الوئام والود.

جاء الـرجـل الهادِئ بعد أن اقتضت الحكمة والاختيار الملكي الصائب بتعيين سعد الدين العثماني الطبيب، والمثقف، والسياسي، ورجل الاطفاء الذي اشتهر بتدخلاته الهادئة والرصينة لإخماد حرائق كثيرة كان تضرمها الكثير من التصريحات المتشنجة والمواقف الصعبة والأمل، ألا تشهد مشاورات العثماني مع باقي الفرقاء والأحزاب نفس العراقيل والمطبات وسوء الفهم الذي ساد خلال مشاورات الفترة السابقة، والتي وصلت إلى الباب المسدود حين انزوى بنكيران في بيته بحي الليمون وقال قولته الشهيرة “انتهى الكلام”، وكان بذلك يغلق كل الأبواب، وحتى النوافذ أمام كل حوار، أو تشاور يتعلق بتشكيل حكومة جديدة، وحين تفرق الأخرون لعقد تجمعات وتحالفات.

ليس مطلوبا من العثماني أن يحمل تركة سلفه أو يتحدث بلسانه رغم أنه الامين العام لحزب يشغل فيه رئيس الحكومة الجديد منصب رئيس مجلسه الوطني (برلمان الحزب) أو يسير على هدي خطته وأهدافه، فالرجلين على طرفي نقيض.. أحدهما متسرع حاد المزاج، طويل اللسان، رغم مرجعيته الاسلامية التي تحث على الصبر، والأناة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والآخر هادئ الطبع ربما جاء ذلك من طبيعة عمله كطبيب نفساني… متزن ومتقف ينحدر من أعماق سوس العالمة، تربط به علاقات طيبة ودودة مع كل الاحزاب وهو ما قد يسهل ما موريته، أضف إلى ذلك ترحيب المركزيات النقابية بتعيينه فقد كانت تجد في بنكيران حملا ثقيلا، ومخاطبا حلفا خشينا.

وفي اعتقادي فإن سعد الدين العثماني لن يستغرق وقتا طويلا لتشكيل حكومته، بل لن يأخد إلا أياماً قلائل فلايمكن للاحزاب إياها أن تركب نفس العجلة السابقة وأن تستقل نفس القاطرة التي استقلتها مع السلف، كما أن ظروف المرحلة بتحدياتها واكراهاتها لا تسمح بمزيد من العبث والقذف الصاروخي بالألفاظ والأوصاف والنعوت، سيما وأن التقلبات السياسية تأخذ كل منحى، وتضرب في كل اتجاه، حيث انعدم السلام في أرجاء العالم كله وانعدم الأمن وانتشر الرعب زاحفا يحصد الأرواح، ويشرد الآلاف، ولم يهنأ الغرب فتسربت إليه آلة الموت من بين زوايا ودهاليز وأنفاق نتمنى صادقين أن نشهد مرحلة جديدة جميلة في طريق نمو شامل متكامل وفق ما خططه ويريده جلالة الملك لهذا الوطن قلعة الاسلام الصامدة… بلد الانفتاح والتسامح والصفاء.

ولرئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني كل التوفيق في مهامه ومسؤولياته الجسيمة، والأمل أ تكون طفرة جديدة لوضع اقتصادي واجتماعي أفضل، وما ذلك على الله وهمة الملك والشرفاء بعزيز. .

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر