لماذا استعجلتُما الموتَ ؟
ع. كنوني
عاد طيف الموت ليخيم على مدينة جرادةولنغص الحياة على أسرتين فقدتا عائليهما خلال العشر الأواخر من رمضان.
أخبار هذه المدينة المنكوبة حملت هذا الأسبوع نعي شخصين قضيا اختناقا بينما كانا يحاولان استخراج معدن الرصاص من منجم مهجور، في سيدي بوبكر، بعد أن انهار جزء من من نفق تحت المنجم. وكان القتيلات يبلغان من العمر 33و 42 عاما.
من سوء حظنا وحظ “شهيدي الرغيف الأسود” أنهما استعجلا الموت، تحت إكراه الحاجة، أكيدا، ولم ينتظرا عهد الازدهار الموعود لهذه المنطقة التي حولها” أباطرة الفحم” من جنة خضراء إلى جهنمحمراء، بعد إغلاق مناجم جرادة التي كانت تدور حولها الحياة في هذه المدينة، بمباركة من لم يشغلوا أنفسهم قي البحث عن “بدائل” للسكان في الوقت المناسب !
ذلك أن الحلول جاءت متأخرة “بعض الشيء”، وفي صيغة ‘وعود” من تلك التي ألفناها وحفظناها عن ظهر قلب…..
من ذلك الإعلان عن “مقاربة تنموية” أعلن الفتيت عن صياغتها تتمحور حول إنجاز “العديد” من المشاريع بمبلغ قدره 900 مليون درهم تتضمن تجهيزات اجتماعية ومساريع التأهيل الحضاري والبيئي وخلق صندوق لمساندة حاملي المشاريع وتوفير “آلاف” من مناصب الشغل بصفة “آنية” وتخفيض كلفة استهلاك الماء والكهرباء وتفعيل مراقبة رخص استغلال المعادن وإغلاق المحطات الحرارية التقليدية والآبار المهجورة التي انهارت، الأحد الماضي على رأس رجلين اضطرهما الفقر والحاجة وضيق الحال إلى المغامرة بحياتهما أسفل بئر مهجورة، بحثا عن “كسرة خبز” !بين الصخور والتراب…..
العثماني شارك بدوره في إذكاء روح الأمل في نفوس الجراديين بعد أن أعلن عن حزمة من المشاريع “التي ستعود بالنفع على السكان بالتشغيل والتنمية” والكرم لرئيس الحكومة.، من ذلك تيسير ملفات الأمراض المهنية لمستحدمي شركة فحم جرادة وإطلاق المنطقة الصناعية بجرادة التي سيستفيد منها حملة المشاريع بالمدينة.
حبذا لو تمهل الشهيدان حتى يتم تحقيق وعود الحكومة لينعما بخيرات مدينتهما، بعيدا عن الآبار والحفر ومخاطر “الغرق” في رحلة الموت بحثا عن رغيف صدئ موشح بالسواد. وتذكرت قصيدة أدونيس : “الرغيف ”
” عاد الرغيفُ إلى خميرته…يهاجر في قصيده…مثلي…سرينا حافيين…أكلتَ – لآ ، ودعتَ ـ لا.
عاندتَ صوتك وهو يفتح جرحه الملكي، يصرخ …لا – سرينا في قاع أغنية، رأينا… سفن الحروف الجاريات – نقلتُ عن وجهي حروفي … ولبست قبعة الخريف…كي أفهم القبر المسافر…
وانحنينا… وتنهد الحورُ الحزين يقول، أسمعه يقول…أنا والرغيف علامتان…وكل أغنية رسولُ…والماء جمجمة بعيدة …أنا والرغيف دم – سرينا، بكت الشوارع وانحنت …رُكَب المآذن…وانحنينا “