محطّات من حياة جاك شيراك .. “عاشق المغرب” وصديق الملِكين
قال الملك محمد السادس، في برقية تعزية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “المملكة المغربية ستحتفظ عاليا بذكرى صديق كبير ساهم، بقوة، في تمتين علاقات الصداقة بين بلدينا من خلال جعلها شراكة استثنائية.
وستمثل هذه الشراكة، الفريدة، مستقبلا، مرجعا لتعاوننا”. “سيعيش الرئيس جاك شيراك في ذاكرتنا رجل سلام وحوار يتمتع ببعد نظر ووعي تاريخي عميق، ترك وراءه العديد من الأصدقاء في المغرب الذي كان يحبه بشدة”، تقول السفيرة الفرنسية الجديدة في المغرب، هيلين لو غال.
رحيل شيراك عاشق المغرب خلف موجة حزن واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث نعى العديد من النشطاء واحدا من أبرز رموز الدولة الفرنسية الحديثة، الذي جمعته صداقات جيدة مع العالم العربي، بالنظر إلى مواقفه الشجاعة في كثير من القضايا، أبرزها موقفه الرافض لحرب العراق عام 2003.
راكم جاك شيراك صداقة شخصية وطيدة مع الملك الراحل الحسن الثاني، ثم مع الملك محمد السادس، إلى درجة أن المغرب ظل وجهته المفضلة، خصوصا مدينة أكادير التي كان يقضي فيها رفقة زوجته “برناديت” عطلته الصيفية، في ضيافة العاهل المغربي الذي وضع قصره الفخم بالمدينة الساحلية رهن إشارة “صديق المغرب الكبير”.
ولعب جاك شيراك دورا مهما في الدفاع عن مصالح المغرب لدى الاتحاد الأوروبي لمنحه وضع “الشريك المتقدم”؛ كما أسس شيراك سياسة فرنسية واضحة دفاعا عن القضية الأولى للمملكة المغربية، في كبريات المحافل الدولية.
ترك الرئيس الفرنسي الراحل مواقف بطولية لا تنسى، ومن بين المشاهد الخالدة في الذاكرة العربية المواجهة التي دارت في القدس الشرقية حين انفجر الرئيس الفرنسي غاضباً من مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية، حاول التضييق عليه خلال زيارته البلدة القديمة. كما تحفظ الذاكرة نفسها وقوف جاك شيراك في وجه الإدارة الأمريكية عندما رفض عام 2003 المشاركة في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق.