طنجة: إصابة صاحب شركة للنسيج بفيروس كورونا.. ووالي الجهة يرفض ضغوطا في الموضوع
سجلت مدينة طنجة إصابة رجل أعمال، مغربي، ومدير شركة لصناعة النسيج و الألبسة، بالمنطقة الحرة اكزناية، بفيروس كورونا المستجد.
وحسب مصدر مطلع، فإن المعني بالأمر، و الذي انتخب مؤخرا على رأس “AMITH” (ج.م.ص.ن.أ)، بعد التأكد من إصابته، نقل إلى فندق موكادور، من أجل العلاج، وفق البروتوكول المعمول به من طرف وزارة الصحة، وإخضاع المخالطون له للتحاليل، ووضعهم تحت الحجر الصحي في منازلهم حتى ظهور نتائجهم.
وحسب المصدر ذاته، فإن صاحب مجموعة شركات للنسيج و المسمى (م.ب)، الموجود مقرها في المنطقة الحرة اكزناية في طنجة، كان قد تعهد بإنتاج عدد كبير من الكمامات خلال اجتماع جمعه مع عدد من المسؤولين، و أرباب شركات أخرى، و بيعها في السوق المحلية و على مستوى الجهة أيضا باثمنة رمزية كبقية المنتجين، إلا أنه و للأسف أخل بعهده بفعل الجشع و الطمع اللذان يغلبان على شخصيته، خصوصا بعد توصله بعروض لتصدير هذه الكمامات إلى الخارج مقابل مبالغ طائلة. الشيء الذي استنكره بشدة بعض المسؤولين الذين طالبوه بالوفاء بالتزاماته، ولكنه و مع ذلك ظل متشبتا بقراره الوضيع، بحجة التنسيق مع الوزارة الوصية.
وأضاف مصدرنا، أن ما قام به هذا الشخص،خلف استياء كبير لدى المسؤولين على مستوى الجهة، الذين اكتشفوا الشخصية الحقيقية لهذا الشخص الذي لا يهمه سوى جني المال، ضاربا بعرض الحائط المصالح الوطنية التي لا يمكن أبدا أن يسبقها أي شيئ آخر كيفما كان.كما خلف هذا التصرف الجبان تنديدا و استغرابا كبيرين من لدن عدد من أرباب شركات النسيج الذين تفاجؤا بدورهم من هذا السلوك المشين لهذا الشخص، البعيد كل البعد عن روح الوطنية التي تجسدت في جل المغاربة خلال هذه الظرفية الوبائبة الصعبة.
وتجدر الإشارة إلى أن والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد مهيدية، رفض مختلف الضغوط، التي مورست عليه، من أجل السماح لهذا الشخص الخضوع للعلاج بمنزله، بدل الفندق الذي نقل إليه، والذي يوجد في ملكية عائلة برلماني شهير.
وأكدت المصادر، أنه رغم دخول وزير في حكومة سعد الدين العثماني على الخط، وممارسته بدوره ضغوطا على الوالي محمد مهيدية، والتوسل إليه، بحكم الصداقة القوية التي يقال أنها تجمعه برجل الأعمال الشهير، من أجل السماح له بالانتقال إلى فيلته للخضوع للعلاج، بيد أن رجل الداخلية القوي في جهة طنجة رفض الأمر و طبق القانون بحذافره، تجسيدا لمبدأ لا أحد يسمو فوق القانون.
وأكد الوالي امهيدية في جواب الرفض، وفق نفس المصادر، إن “المغاربة سواسية أمام مرض كورونا، ولا يمكن التمييز بينهم، ولن نقبل بخرق القانون، ويجب أن يبقى في الفندق الذي يخضع فيه المرضى لبروتوكول علاجي موحد”.
وأوضحت المصادر، أنه لمعرفة الأوضاع داخل المعمل الذي يملكه رجل الأعمال، الذي يدعي صداقته بالوزير، والمصاب بفيروس كورونا، أوفد محمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، لجنة مختلطة للوقوف على مدى احترام الشروط المعمول بها في هذه الظروف الاستثنائية، بيد أن المفاجأة ستكون كبيرة، عندما عثرت اللجنة على ستة ملايين كمامة، كان صاحب المعمل، وشريكه، الذي يستثمر أيضا في قطاع العقار، ينويان تصديرها إلى الخارج.
وبعد اكتشاف هذه الفضيحة المدوية، اتصل والي الجهة على الفور بالوزير، صديق رجل الأعمال المصاب، ووضعه في الصورة، ونقل له تفاصيل ما تم العثور عليه داخل المعمل، في الوقت الذي تعاني فيه العديد من مقاطعات طنجة ندرة الكمامات.
وأكدت المصادر أن الوالي مهيدية سيحيل ملف المعمل، بعد توصله بالتقرير الكامل من لدن اللجنة المختلطة التي زارته، على القضاء، بسبب إنتاجه كمامات في سرية تامة، ودون اتفاق مع السلطات الحكومية أو سلطات الولاية، بهدف تصديرها، دون تحقيق الاكتفاء الذاتي منها بجهة طنجة تطوان الحسيمة.