محمد سدحي يكتب: كــاتـبــــة (جميلـــــة) ( ليست عضواً في اتحاد الكتاب ولا في صندوق الضمان الاجتماعي)
مر فاتح ماي 2020، مطلاً من نوافذ الفيسبوك..
ومات فاتح قبل أن يدركه لا ماي ولا ماية..
وماتت جميلة (الكاتبة).. وكل جميلة في مكتب من المكاتب التي أعطى الله في المملكة السعيدة..
ومن بين ما أعطى مولانا الحسناوات اللائي ولدتهن أمهاتهن حوريات ينعمن بالحرية، ورمى بهن الزمن الرديء في المكاتب السوداء لبعض أصحاب البذلة السوداء أساتذتنا المبجلين، المبزّلين من فرط الدفاع عن الحقوق، دون اللحم بالبرقوق.. قوق.. في الرأس وفي أماكن أخرى.
الله يا أحباب.. شاب من منهن الرويِّس شاب.. فيهن مجازات، وفي الحقوق يا حسرة، يعملن مقابل ألف درهم يتيمة (بالسيولة السهلة)، وليس هناك تقدير للمجهود ولا لزميلة قد تلبس البذلة السوداء ذات يوم.. لا تعويضات عن المرض ولا منح في الأعياد.. الضمان الاجتماعي والتأمين عن حوادث الشغل، لا شيء.. الحماية الاجتماعية، ما فيش.. مدونة الشغل مغلق عليها بإحكام في حقيبة الأستاذ المحترم.. إمكانية الانتظام في هيئة نقابية، غير متاحة..
والتي لم يعجبها الحال، فالباب يفوت ناقة بقدها.. والحساب إلى يوم الحساب..
وهذه نون، كاتبة جميلة (ليست عضواً في اتحاد الكتاب)، أنيقة، هيفاء، مسلوبة القد، مشرْطة الحاجبين، أسنانها عقيق، وإذا أشرت تسقط الزرزور من فوق السور، أما إذا تغنجت فاصبر يا صابر، وما صبرك إلا بالله.. وبالله دخلت عليكم، أي قوانين وأي شرائع، وضعية أو سماوية، تسمح بتشغيل كل هذا (الكون) بمقابل لا يتعدى الألف درهم، في أحسن الأحوال؟
نداء الضمير إلى محامينا الكرام، بعض محامينا حتى لا ننزلق في مأزق التعميم.. بقليل من الكرم، وأقل منه من “الحشومة” نقولها بلغة المغاربة الأقحاح الأحرار.. رجاءً لا تدوسوا على القانون في معبده.. واسمعوا وعوا إلى صوت القوارير.. من فضلكم رفقاً بالقوارير..
في الغالب، مع كثير أسف، يشغّل المحامي كاتبة واحدة تقوم بجميع الأعمال، من الإجراءات بالمحكمة إلى تنظيف المكتب، وبين ذاك وذاك، تتنقل بين الأطباء والمستشفيات ومكاتب الخبراء ومصلحة الضرائب.. وأشياء أخرى أحياناً.. لا عقد شغل ولا حقوق ولا أجر في المستوى..
تراهم (أؤكد على بعضهم) في المسيرات والاعتصامات والتجمعات يرفعون شارات النصر، ويتحدثون عن الحقوق وينبرون للدفاع عنها، وينحتون لذلك العبارات الجميلة الرنانة، وعندما تنطفئ الأضواء يصبح القول غير القول..
ولا تقولوا إني قلت لكم غير ما قيل لي..
- نلتقي !