مسؤولون يلتئمون في العرائش لمناقشة تثمين التراث الثقافي بجهة الشمال

احتضنت مدينة العرائش، اليوم السبت، فعاليات الملتقى الجهوي حول الثقافة، الذي نظمه مجلس جهة طنجة-تطوان- الحسيمة بهدف بلورة تصور واضح حول تدخل مجلس الجهة في تدبير الشأن الثقافي.

وشكلت هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية الجهة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال وجامعة عبدالملك السعدي، مناسبة لتسليط الضوء على تنوع وغنى النسيج الثقافي بمختلف مكوناته وعناصره التراثية المادية واللامادية والفنية والابداعية.

ويروم اللقاء، الذي تميز بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، ورئيس مجلس الجهة، عمر مورو، وعامل إقليم العرائش، العالمين بوعاصم، وعدد من الشخصيات والفعاليات الثقافية الجهوية، الوقوف على تدخل مجلس الجهة في قطاع الثقافة والعناية وتثمين التراث المادي واللامادي، من خلال الاختصاصين الذاتيين لمجلس الجهة، والمتعلقان بالاسهام في المحافظة على المواقع الأثرية والترويج لها وتنظيم المهرجانات الثقافية والترفيهية.

وقال السيد محمد المهدي بنسعيد، في كلمة خلال حفل الافتتاح، “أملنا كبير في تنزيل الاستراتيجية الجهوية لتثمين وإعادة الاعتبار لأهمية الثقافة أخذا بعين الاعتبار جميع محاور التدخلات الثقافية، انطلاقا من تثمين التراث الثقافي الجهوي، عن طريق جرده ووضع خريطة تراثية وأثرية للجهة، ومراجعة وضعية الكتاب والخزانات العمومية ومعارض الكتاب الجهوية، وتنظيم مواسم ومهرجانات تثمن التراث الثقافي الجهوي، وكذا تشجيع ودعم الفنون من مسرح وموسيقى وسينما وشعر وتشكيل، متوقفا عند مجموعة من المهرجانات الناجحة من قبيل تجربة السينما بتطوان، وتجربة المسرح الجامعي وتجربة طنجة المشهدية ومهرجان تويزا (طنجة)، والموسم الثقافي (أصيلة)، ومهرجانات المسرح (الحسيمة)، ومهرجان تلاقح الثقافات (العرائش).

وذكر بأن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة استفادت من تجهيزات ثقافية هامة في إطار برامج ملكية كبرى أشرف عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا في إطار شراكات ثقافية مع المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني وهيئات عمومية أخرى، مشددا على “ضرورة تناسق التدخلات العمومية على اعتبار أن الثقافة قطاع يعني الجميع”.

وبعد أن تساءل حول كيفية تسويق المجال الجهوي عن طريق الثقافة؟ اعتبر الوزير أن تنظيم هذا الملتقى هو أول خطوة للمضي قدما في هذا الاتجاه، الذي يروم خلق أسس شراكة حقيقية بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجالس المنتخبة من جهة، وبين القطاع الخاص مع إشراك فاعلين والمهنيين في مجال الصناعات الإبداعية، في أفق وضع خارطة طريق تمكن من إدراك هذه الغايات، المتمثلة في إدماج الثقافة والفنون ضمن النسيج الاقتصادي والاجتماعي والسياحي للجهة.

من جانبه، قال السيد عمر مورو إن مجلس الجهة “يولي اهتماما كبيرا لموضوع الثقافة في برنامجه الجهوي للتنمية، إيمانا منه بمدى أهمية المستوى الترابي في تنزيل السياسات العمومية”، معتبرا أن الملتقى فرصة “للتواصل بين مختلف الفاعلين الثقافيين حول دور الثقافة في دعم سيرورة التنمية”.

وأكد أن الملتقى يتوخى إحداث الالتقائية بين جميع الفاعلين “من أجل تعاضد مستقبلي قادر على جعل الثقافة رافدا حقيقيا من روافد التنمية”، مبرزا أن المقاربة النوعية للسياسات العمومية في مجال الشأن الثقافي “باتت تتطلب، اليوم، احترافية أكبر، والتقائية أجود، وتعاضدا أمتن، بين مختلف الفاعلين الترابيين”.

من جانبه ، تطرق رئيس جامعة عبد الملك السعدي، بوشتى المومني، إلى تداخل مجال الصناعة الثقافية بين مجموعة من المكونات في قطاع الثقافة، مذكرا بأن الجامعة على وعي بالأدوار التي يقوم بها الفنانون والأدباء على مستوى الجهة.

كما توقف عند المشروع الثقافي العلمي والابداعي للجامعة، داعيا إلى مزيد من الانفتاح من أجل مواكبة التحولات وتوجيه الأبحاث والدراسات في المواضيع ذات الصلة بالثقافة، وزيادة التأطير البيداغوجي لتشجيع الابداع والابتكار المجسد للتنوع والتفاعل بين الثقافات الجهوية.

وتوزعت أشغال الملتقى حول ثماني ورشات مقسمة حسب عمالات وأقاليم الجهة وبمشاركة ثلة من المثقفين والمفكرين والفاعلين، حيث تمحورت النقاشات في كل ورشة حول الهوية الثقافية للمجال المعني، وتحديد الأولويات على مستوى كل مجال، مع إبراز دور مجلس الجهة في النهوض بالمآثر التاريخية، والتراث والثقافة المحلية، والمهرجانات، والحكامة والتدبير المتعلق بالمؤسسات الثقافية.

 

 

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر